موسكو – (أ ف ب): أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس أن الأولوية بالنسبة إلى موسكو تتمثل في السيطرة على منطقة دونباس الواقعة في شرق أوكرانيا حيث يُحرز الجيش الروسي تقدّما، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنّ قوات تدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع في منطقة كورسك الروسية. من جهة أخرى، أبدى بوتين استعداده لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع العام 2022، إذا أرادت أوكرانيا ذلك، بينما كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الذي بدأ في أغسطس.
وبدأت القوات الروسية هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا في 24 فبراير 2022. لكن بعد أسابيع من المقاومة الأوكرانية، اضطرّ الجيش الروسي الى الانسحاب في ربيع عام 2022 من شمال أوكرانيا، قبل أن يُواجه انتكاسات في الجنوب وفي الجزء الشمالي من الجبهة الشرقية. ودفع ذلك الرئيس الروسي إلى تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط في خريف 2022، وإعلان ضمّ أربع مناطق أوكرانية، وهي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، من دون السيطرة عليها بالكامل.
وقال بوتين امس الخميس خلال منتدى اقتصادي في الشرق الأقصى الروسي: إنّ «التحرير» الكامل لدونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك هو «أولويتنا»، مبديا تصميمه على القيام بذلك رغم الأضرار الإنسانية والاقتصادية. وكان الرئيس الروسي قد وضع شرطا مسبقا قبل أي محادثات، أن تنسحب كييف بالكامل من هذه المناطق، وهو مطلب غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وبينما كان الجيش الروسي يحرز تقدما بطيئا على الجبهة منذ حوالي عام، شنّت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس هجوما واسع النطاق في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت كييف السيطرة على مئات الكيلومترات المربّعة، في ما يشكل أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد أيام، ظهر بوتين على التلفزيون الروسي وبدا منزعجا بشكل واضح جراء سهولة سيطرة القوات الأوكرانية على أراضٍ روسية من دون مقاومة تُذكر.
وقال بوتين إنّ أحد أهداف هذا الهجوم يتمثل في إجبار روسيا على إعادة نشر قواتها من منطقة إلى أخرى و«وقف هجومنا في المناطق الرئيسية». غير أنّه أشار إلى «فشل» هذا الهدف، مضيفا أن موسكو تواصل هجومها في دونباس، خصوصا باتجاه بوكروفسك التي تعدّ تقاطع طرق وسكك حديد مهمّا للخدمات اللوجستية للقوات الأوكرانية في هذه المنطقة الواقعة في شرق البلاد.
وقال بوتين امس الخميس «هل نجح (التكتيك الأوكراني)؟ لا!». وأضاف «على العكس... أضعف العدو نفسه في مناطق رئيسية، فيما سرّع جيشنا عملياته الهجومية» على الجبهة الشرقية، مؤكدا أن أوكرانيا مُنيت بـ«خسائر كبيرة». أما في منطقة كورسك الروسية، فأشار إلى أنّ «قواتنا المسلحة نجحت في استعادة استقرار الوضع وبدأت دحر (العدو) تدريجا من أراضينا»، بعدما كان الجيش الأوكراني قد أعلن السيطرة على مئات البلدات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك