أشعل ملتقى القصة – البحرين جذوة فن كتابة السيناريو بكل ما فيه من حالات إبداعية وما يضمه من مضامين خاصة وعمق في الشكل والمحتوى، وذلك من خلال استضافته في أولى أمسيات برنامجه الفصلي الجديد السيناريست المصري أحمد خاطر في مساء الثلاثاء الماضي بمقر أسرة الأدباء والكتاب، حيث تفضل خاطر بتقديم أمسية «رحلة النص القصصي إلى فضاء السيناريو والدراما»، وأدار الأمسية الفنان والمخرج محمد إبراهيم وسط حضور متميز لنخبة من الأدباء والكتاب والمهتمين بكتابة السيناريو.
ومنذ البداية أوضح السيناريست أحمد خاطر بأن منجز السيناريو بوصفه نصا أدبيا إن كان موجها إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي، فهو النص الأدبي الوحيد الذي لا يصل إلى يد المتلقي العادي كما هو الحال بالنسبة إلى المنجز القصصي والروائي والشعري وكذلك النص المسرحي، ومشيرا خاطر إلى أن نص السيناريو يكتب في ظل تعاون خاص وبمشاركة عدد من الرؤى والرغبات والطموح الخاصة بالمنتج والمخرج والمنفذ وبقية طاقم العمل، وليصل النص في نهاية المطاف إليهم بصفتهم المعنيين الذين يبلورونه على أرض الواقع من خلال تحويله إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي.
وتطرق السيناريست أحمد خاطر خلال الأمسية إلى الكثير من الجوانب الفنية المتعلقة بكتابة السيناريو على المستويين العربي والعالمي، كاشفا عن الكثير من الأسرار الخاصة بهذا المجال الإبداعي من حيث أهميته وهيكلته وأساليب الكتابة الخاصة به وكيفية صياغة المعالجة الدرامية، وكما تطرق خاطر وبشكل مفصل جدا عن «التحول الدرامي» في كتابة السيناريو وكيفية اختيار طبيعة ورتم الأحداث، إضافة إلى أهمية تقنين الحوار وما لذلك من أهمية بالغة في إنجاح العمل والوصول به إلى رضا المنتج والمشاهد.
وكان للحضور مداخلات قيمة أثرت الأمسية وخصوصا من خلال ربطهم لكتابة الجيل الجديد بواقع كتابة السيناريو سابقا عند الراحل أسامة أنور عكاشة بصفته واحد من أهم الكتاب في مصر والذي أثرى السينما المصرية بأعماله النوعية، وكذلك وجهة نظر الأديب الكبير نجيب محفوظ في عمل الحرافيش بتحويله من سبعة أجزاء إلى عشرة ومباركته أو ادعائه بأن المخرج هو الكاتب الثاني للعمل الأدبي وله الحق إضافة أجزاء جديدة لم تكن فن نص السيناريو أصلا، وإضافة إلى إشكالية تحويل الروايات إلى أفلام ومشكلة الوفاء للأصل.
وفي ختام الأمسية تفضل ملتقى القصة –البحرين بقديم درع شكر وتقدير إلى الدكتور راشد نجم رئيس أسرة الأدباء والكتاب تقديرا وعرفانا لدعمه لأنشطة وبرامج الملتقى، كما تفضل الملتقى بتكريم أعضاء اللجنة التنسيقية السابقة للملتقى، مقدرين لهم جهودهم ودورهم في خدمة هذا الصرح الأدبي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك