واشنطن - (أ ف ب): تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي لم يتبق لها سوى أربعة أشهر على تكثيف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة مع إبداء تفاؤلها في العلن، على الرغم من أسابيع من التعثر والانتكاسات.
ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض.
ويرى خبراء على أي حال أن واشنطن ليس لديها من خيار سوى الاستمرار في المحاولة.
ومنذ إعلان إسرائيل في الأول من سبتمبر استعادة ستة رهائن، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، حتى مع إصرار بنيامين نتنياهو على عدم تقديم أي تنازلات على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية من الإسرائيليين الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق.
عرض الرئيس الأمريكي في 31 مايو خطة لوقف القتال ستة أسابيع في المرحلة الأولى وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتعثّرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها تمسك حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع فيما يصر رئيس وزراء إسرائيل بيامين نتانياهو على بقاء قواته في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم «محور فيلادلفيا».
وسعت الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، في الأسابيع الأخيرة إلى العمل على جسر الفجوات المتبقية.
ويبحث الوسطاء الأمريكيون عن صيغة تحدد أين ومتى تنسحب القوات الإسرائيلية، حيث يتحدث الاتفاق عن الانسحاب من المناطق «المكتظة بالسكان»؛ ولكنهم بحاجة أيضا إلى تهدئة غضب مصر.
ترى ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون في واشنطن أنه على الرغم من الدبلوماسية الأمريكية المكثفة، وارتفاع حصيلة القتلى، ومطالبة الشارع الإسرائيلي بالتوصل لاتفاق، يعتقد نتانياهو وزعيم حماس يحيى السنوار أن بقاءهما السياسي على المحك في حال قبولهما الاتفاق. وقالت «بصراحة لا أتوقع أي تقدم كبير. وأعتقد أن نتانياهو على وجه الخصوص يدرك تمام الإدراك الاستحقاقات السياسية الأمريكية والمكونات المحلية لديه».
وقدم بايدن دعما قويا لإسرائيل منذ بدء عدوانها على غزة في السابع من أكتوبر.
ولم يلجأ لاستخدام ورقة الضغط الرئيسية وهي الحد من مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل -مما أثار غضب البعض في الجناح اليساري لحزبه. بينما يؤيد الحزب الجمهوري إسرائيل بشكل ساحق.
وبحسب المعهد العربي الأمريكي الذي يدعو إلى دعم أكبر للفلسطينيين، فإن استطلاعات الرأي التي أجراها أظهرت بأن كامالا هاريس قد تكسب أكثر مما تخسر حال اتخذت موقفا أكثر صرامة تجاه إسرائيل، في حين أن العكس صحيح بالنسبة لترامب.
ويتفق غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، على أن نتنياهو وحماس غير مهتمين بسد الفجوات، وأشار إلى صعوبة القضايا المتبقية. وقال «مجرد أننا أنجزنا 90% لا يعني أننا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك