بدأ من الصفر.. فأسس إمبراطوريته «مجموعة أحمد منصور العالي»
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
انتقل إلى رحمة الله تعالى الوجيه الحاج أحمد بن منصور العالي صباح أمس، بعد صراع طويل مع المرض، إذ كان أحد رواد قطاع المقاولات والتصنيع والعمل الخيري في مملكة البحرين ورمزًا للأخلاق النبيلة إذ كرس حياته لخدمة وطنه ومجتمعه.
وولد الوجيه أحمد منصور العالي رحمه الله عام 1930، في كنف أسرة متواضعة وكان والده منصور رحمه الله يعمل مزارعا في فلاحة النخيل، وبدأ دراسته كبقية الطلبة آنذاك في الكتّاب (المطاوعة).
وأسس الوجيه أحمد رحمه الله مجموعة أحمد منصور العالي في عام 1949، بعد الحرب العالمية الثانية حيث اتجه إلى العمل في الإنشاءات وتحديدا في الكسارات وبدأ العمل باستخدام الحمير.
ومع بداية تأسيس شركته اشترى كسارة ميكانيكية لكنها مع ذلك كانت بدائية وكان يعمل في البر الذي موقعه الآن مدينة حمد ويقوم بتكسير الصخور الكبيرة إلى كونكريت وتطور في العمل وأسس مصنعا للطابوق في منطقة السلمانية بالقرب من مستشفى السلمانية.
أما بالنسبة إلى مشاريع الطرق فكان يشتري كميات من الزيت المحروق من شركة نفط البحرين «بابكو» ويجهز أحواض الزيت التي يخلط فيها الكونكريت لإنشاء الشوارع، وأول شارع أنشأه كان في منطقة السلمانية ثم قامت شركته بإنشاء شارع الشيخ عيسى بن سلمان وكذلك قام بأعمال في ميناء سلمان وكان آنذاك قد استورد أول آلة رفع (كرين) في عام 1969 وكانت الأغلى آنذاك.
في السبعينيات قام بمشاريع الدفان البحري في منطقة النعيم وكذلك المنطقة الدبلوماسية وفي ذلك الوقت كان يستخدم كسارة صخور هولندية الصنع، ولعل أكبر مشروع قام به هو مشروع دفن منطقة ميناء سلمان بعد إنشاء مدرج مطار البحرين الدولي كما قام بعمليات دفان الحوض الجاف بالتعاون مع إحدى الشركات الكورية.
ربطته بالأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، علاقة طيبة وكان يزوره في مجلسه كل يوم أحد وكان كل هدفه هو خدمة المجتمع في مجالات كثيرة ومنها تسلمه مسؤولية رئاسة مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية في عام 1994.
ويعد الوجيه المرحوم من أوائل أصحاب الأعمال في البحرين الذين افتتحوا مصانع الخرسانة والطابوق، واستطاع أن يطور ويوسع من أعمال شركته في البحرين وامتد نشاطها إلى الخارج وتملك حاليا عدة فروع خارج البحرين. تولى عدة مناصب منها رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية. وعضو مجلس الشورى. وعضو مجلس إدارة بنك البحرين الإسلامي. وعضو مجلس إدارة شركة التكافل. والرئيس الفخري لصندوق عالي الخيري.
أفرد الوجيه رحمه الله مساحة كبيرة من حياته للمساهمات في مجال العمل الخيري في قريته عالي أو خارجها وشملت تلك المشروعات الإنسانية جوانب مختلفة منها تعليم وتأهيل أبناء البلد حتى استحدثت مجموعته برنامجا تعليميا جامعيا لابتعاث الطلبة البحرينيين في داخل البحرين وخارجها للدراسات الجامعية وأسهم في بناء اقتصاد بلاده البحرين ونهضتها مؤمنا بأن ذلك واجبه الديني والوطني حتى أن شهرته بلغت الآفاق لدوره الجلي في النهضة الاقتصادية والعمرانية ما جعلته شخصية بارزة على مستوى الوطن العربي.
وتقف جمعية عالي الخيرية الاجتماعية شاهدا على أياديه البيضاء، إذ تستفيد منها كثير من الأسر المتعففة. وتتكون الجمعية من لجان وأعضاء، وهي عبارة عن 7 لجان تعمل طيلة السنة، وتبذل الكثير من الجهود الطوعية الخيرية، ويبلغ عدد أعضائها 80 عضوًا. والقضايا التي تتبناها الجمعية تتركز على 4 محاور من بينها محور الخدمات والدعم، ويشمل الخدمات والدعم المباشر «النقدي والعيني»، للأسر ذات الدخل المحدود وبعض البرامج المهمة مثل الزواج الجماعي والعقيقة ودعم المساجد والمقبرة.
حصل رحمه الله على وسام الفارس من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لمساهمته في تطوير التجارة بين البحرين وفرنسا وفتح شركات فرنسية في البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك