بغداد - (أ ف ب): أكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس الأربعاء أن بغداد وطهران ترفضان «توسعة الصراع» المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي يجري في العراق أول زيارة له للخارج منذ انتخابه ويسعى لتعزيز العلاقات الثنائية. وحطّت طائرة بزشكيان بعد ساعات من وقوع «هجوم» على «منشأة دبلوماسية أمريكية» في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات، حسبما أكّدت السفارة الأمريكية في العراق الأربعاء.
واستقبل السوداني بزشكيان في مطار بغداد الدولي حيث تصافحا ثم استمعا إلى عزف النشيدين الوطنيين. بعد ذلك، توجه الرئيس الإيراني إلى النصب التذكاري في موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أمريكية على بغداد في عام 2020، ووضع إكليلا من الزهر، حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي العراقي.
والتقى بعدها نظيره العراقي عبداللطيف رشيد الذي دعا إلى «إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه». ثم توجه بزشكيان إلى القصر الحكومي حيث وقّع مع السوداني «14 مذكرة تفاهم» في مختلف المجالات بحسب ما أكّد المسؤولان. وتشمل المذكرات الموقّعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية-الإيرانية.
وقال السوداني إن هذه «المذكرات (...) ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين»، مؤكدا أنه «كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجابا على مستوى الاستقرار الإقليمي». من جهته، أكّد بزشكيان أنه والسوداني «بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين».
بعد حرب استمرت بين العامين 1980 و1988، تعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأمريكي في عام 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين. وتتمتع إيران التي تعدّ أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق بنفوذ سياسي كبير في هذا البلد، خصوصا على الأحزاب الشيعية الرئيسية وفصائل الحشد الشعبي التي باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية.
وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة الى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، حسبما أفادت الرئاسة الإيرانية. وسيزور مدن النجف وكربلاء والبصرة وكذلك إقليم كردستان العراق الذي تربطه بطهران علاقات متوترة. وقال بزشكيان قبل مغادرته طهران إن «هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق».
وكان تعهد إعطاء «الأولوية» لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية. كذلك، تعهّد بزشكيان خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط. وعيّن بزشكيان مهندس اتفاق عام 2015 محمد جواد ظريف نائبا له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى انفتاح إيران على الساحة الدولية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك