الأمراض الروماتزمية هي مجموعة من الأمراض المزمنة التي تؤثر في المفاصل والعضلات والأنسجة الرابطة في الجسم. تتطلب هذه الأمراض عادةً علاجات مناعية تتضمن استخدام أدوية تقلل من نشاط الجهاز المناعي، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المختلفة. ومع ظهور مرض جدري القرود (Monkeypox) كتهديد صحي عالمي، أصبحت الحاجة ملحة إلى تقييم أهمية تطعيم هذه الفئة من المرضى ضد هذا المرض الفيروسي. في المقال التالي توضح الدكتورة منار ماجد الطواش استشاري الأمراض الروماتيزمية والأمراض الباطنية أهمية أخذ اللقاح لمرضى الأمراض الروماتيزمية.
بدأت قائلة: «مرض جدري القرود هو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة أو البشر أو الأسطح الملوثة. ويشترك هذا المرض مع الأمراض الفيروسية الأخرى في أنه يمكن أن يسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا في البداية، ثم يتطور إلى طفح جلدي مميز.
إن العلاقة بين الأمراض الروماتزمية وجدري القرود تكمن في أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض غالباً ما يستخدمون أدوية مثبطة للمناعة، مثل الستيرويدات القشرية، والأدوية البيولوجية (مثل مضادات TNF، IL-6، وB-cell)، ومثبطات المناعة الأخرى. هذه الأدوية تقلل من قدرة الجهاز المناعي على محاربة العدوى، ما يجعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بجدري القرود إذا تعرضوا للفيروس. وتكمن أهمية التطعيم لمرضى الأمراض الروماتزمية نظرًا إلى أن مرضى الأمراض الروماتزمية معرضون بشكل أكبر للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهازهم المناعي، فإن التطعيم ضد جدري القرود يصبح ضروريًا لحمايتهم.
التطعيم يمكن أن يوفر حماية قوية ويقلل من مخاطر الإصابة بالمرض، مما يساعد على تجنب المضاعفات التي قد تكون شديدة لدى هذه الفئة من المرضى، فيوفر التطعيم حصانة ضد الفيروس، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالمرض عند التعرض للفيروس. ويجنب المضاعفات الخطيرة: بالنسبة إلى مرضى الروماتزم.
التطعيم يساعد في تجنب هذه المضاعفات وتقليل العبء على الجهاز الصحي: في حالة انتشار جدري القرود، يمكن أن يشكل ذلك عبئًا إضافيًا على الأنظمة الصحية، خاصة في علاج الحالات المعقدة لدى مرضى الروماتزم. التطعيم يسهم في تقليل هذا العبء من خلال منع انتشار العدوى.
يمنح التطعيم المرضى والأطباء راحة أكبر في الاستمرار بالعلاج المثبط للمناعة دون خوف من تعرض المريض لعدوى جدري القرود. وعلى الرغم من الفوائد الواضحة للتطعيم، هناك بعض التحديات التي قد تواجه الأطباء والمرضى. على سبيل المثال، يجب تقييم توقيت التطعيم بعناية، خاصة عند المرضى الذين يتلقون علاجًا مناعيًا مكثفًا. من الأفضل أن يتم التطعيم في فترة يكون فيها نشاط المرض الروماتزمي منخفضًا، أو عندما تكون جرعات الأدوية المثبطة للمناعة في الحد الأدنى. كما ينصح الأطباء بمراقبة المرضى بعد التطعيم للكشف عن أي آثار جانبية قد تظهر، خاصةً أن المرضى قد يكونون أكثر حساسية لأي مضاعفات بسبب أدوية الروماتزم التي يتناولونها».
الخلاصة إن التطعيم ضد مرض جدري القرود يعد خطوة مهمة لمرضى الأمراض الروماتزمية، حيث يوفر لهم حماية من خطر الإصابة بمرض قد يكون له تأثيرات خطيرة على صحتهم. تعزيز الحصانة لدى هذه الفئة من المرضى من خلال التطعيم يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العلاجية العامة للتعامل مع الأمراض الروماتزمية بشكل أكثر أمانًا وفعالية. وأولت مملكة البحرين أهمية كبرى لمكافحة العدوى ومنها عبر توفير اللقاحات المضادة لجدري القرود بالمراكز الصحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك