أكد د. سلمان المحاري مدير الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار أن الحمار كان وسيلة نقل تجاري برية استخدمت في الحضارة الدلمونية، ما قبل استخدام الخيول والجمال.
وذكر المحاري -نقلا عن دراسة قام بها كل من الدكتور ستيفن لاورسن والدكتور فالح العتيبي- أن الخط التجاري الذي كان يربط ما بين الحضارة الدلمونية ومدينة الفاو الأثرية في السعودية يصل عمره إلى نحو 4 آلاف سنة، وهي تبعد عن دلمون بمسافة تصل إلى ما يقارب الألف كيلومتر.
وأضاف المحاري: «عمليات التبادل التجاري ما بين دلمون والحضارات المجاورة لها في الأغلب تتم عن طريق البحر. ولكن هذه العلاقة بين دلمون ومدينة الفاو الأثرية كانت تقتصر على البر. في تلك الفترة لم تكن الجمال والأحصنة قد استخدمت في عملية النقل».
وتابع بالقول: «لعل وسيلة التنقل الوحيدة التي استخدمت -والمقترحة من فريق وأعمال التنقيب- هي الحمير»، ورجح المحاري لجوء ناقلي البضائع إلى خيارين إما تحمل المسار الطويل والتوقف في عدد من القرى على نفس الخط التجاري أو قصر عملية النقل التجاري على موسم الشتاء، حيث الأجواء الباردة المناسبة.
يذكر أن قرية الفاو أو ما يعرف بقرية ذات كهل تقع حوالي 700 كم إلى الجنوب الغربي من الرياض، وحوالي 150 كم جنوب شرقي الخماسين بوادي الدواسر في المنطقة التي يتداخل فيها وادي الدواسر ويتقاطع مع جبال طويق.
وتقع قرية الفاو على الطريق التجاري الذي يربط بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها وشمالها الشرقي (المعروف بطريق نجران) حيث كانت القوافل تبدأ من ممالك سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية، وهي تعتبر مركزا تجاريا واقتصاديا مهما في وسط الجزيرة العربية. وكانت حلقة الوصل ما بين حضارات الجنوب في اليمن (سبأ، قتبان، حمير، حضرموت) وبين حضارات فارس والعراق والبحرين.
أما دلمون فقد شكلت محطة تجارية رئيسية في الطريق البحرية الممتدة من أقصى شرق بلاد السند إلى جنوب بلاد ما بين النهرين، ففيها كانت السفن تتوقف ثم تواصل رحلتها إلى جنوب العراق، كما أنها كانت تفرغ حمولتها في هذه المحطة، لتُنقل إلى هذه النواحي من طريق سفن دلمونية.
وكان يُنقل من دلمون الذهب واللازورد والعقيق الأحمر، وخشب الميس وأخشاب البحر، والأحجار الكريمة والبلور، والنحاس والأبنوس والمعدن، والحبوب وزيت السمسم، والثياب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك