بيروت - (أ ف ب): قتل 9 أشخاص بينهم طفلة وأصيب نحو ٣ آلاف بجروح أمس إثر انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال يحملونها في مناطق مختلفة في لبنان تعدّ معاقل لحزب الله.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن «حدث أمني معاد غير مسبوق وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية».
وقالت إنه «تم وبواسطة تقنية عالية تفجير نظام الـ pagers المحمول باليد».
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن تفجيرات البيجر أسفرت عن مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة، فيما أصيب 2800 بينهم 200 حالة حرجة. وأوضح الوزير أن معظم الإصابات كانت في اليد والوجه ومنطقة البطن.
من جانبها، قالت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان إن سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة (بيجر) تستخدمها الجماعة تسببت في مقتل اثنين من مقاتلي الجماعة وفتاة.
وفي وقت سابق أفاد مصدر مقرب من حزب الله بأن «مئات من عناصر الحزب أصيبوا بجروح في الانفجار المتزامن لأجهزة اتصالات يحملونها» في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان والبقاع في شرق لبنان.
وأكدت مصادر أمنية وشهود إصابة ما لا يقل عن 10 من أعضاء الحزب في انفجارات أجهزة الاتصال.
وأكدت مصادر مقتل نجل النائب عن حزب الله محمد فضل الله ونجل المسؤول الأمني في الحزب وفيق صفا.
وقال مسؤول كبير بجماعة حزب لله لرويترز إن حسن نصر الله الأمين العام للجماعة «بخير ولم يصب بأي أذى» عقب سلسلة التفجيرات المتزامنة لأجهزة الاتصال.
وبشكل متزامن أصيب أيضا السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني بجروح غير خطرة في انفجار جهاز اتصال. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني «أصيب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز اتصال». وذكر أن جروح أماني «سطحية» وأنه «بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه».
من جهتها، أوضحت وكالة تسنيم أن السفير أصيب «بجروح في اليد والوجه»، وأن الجهاز الذي انفجر هو «لأحد حراسه الشخصيين».
وذكر المرصد السوري أن 14 شخصا في سوريا أصيبوا في انفجار أجهزة اتصال.
وقالت جماعة حزب الله إنها تقوم حاليا بإجراء تحقيق واسع النطاق لمعرفة أسباب التفجيرات. وفي وقت لاحق حمّل حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التفجيرات.
وذكرت مصادر أن حزب الله طلب من عناصره التخلص من أجهزة اتصال جديدة كانوا قد تسلموها قبل التفجيرات.
وسبق أن طلب الحزب من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي خرق اسرائيلي، ووضع بديلاً منها نظام اتصالات خاصا به.
وقال مسؤول من حزب الله إن تفجير أجهزة الاتصال يشكل «أكبر اختراق أمني حتى الآن».
وشاهد مصور في وكالة فرانس برس في الضاحية الجنوبية لبيروت عشرات سيارات الإسعاف وهي تنقل مصابين إلى المستشفيات فيما تجمع عدد كبير من الأشخاص في المنطقة.
وتحدّث مراسل لفرانس برس في البقاع بشرق لبنان أيضا عن إصابة عشرات الأشخاص بجروح في حوادث مماثلة.
في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، شاهد مصور في فرانس برس عشرات سيارات الاسعاف تقلّ جرحى.
وشاهد مصور فرانس برس على الطريق بين صيدا وصور عشرات سيارات الإسعاف تتحرك بالاتجاهين.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثمة «أعدادا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وتبين بصورة أولية أن الإصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين».
وطلبت «الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الإصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية».
ووجهت الوزارة «نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسبا للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين».
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من اكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة تأسف لسقوط ضحايا مدنيين وتؤكد مخاطر التصعيد في لبنان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك