قالت وزارة الصحة اللبنانية أمس إن 37 شخصا على الأقل قتلوا في الضربة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، في أعنف ضربة خلال هذا الصراع الممتد منذ عام بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.
وقال حزب الله الليلة قبل الماضية إن القياديين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي من بين 16 قتيلا من أعضائه سقطوا في الغارة.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية للصحفيين في موقع الغارة الجوية التي وقعت الجمعة إن 23 شخصا على الأقل مازالوا في عداد المفقودين. وأضاف الوزير: «العدو الإسرائيلي أخذ المنطقة على حرب».
وأرسلت وزارة النقل آليات ومعدات لمساعدة فرق الإنقاذ في عمليات الحفر بين أنقاض المباني المنهارة. وتابع حمية: «عم نشيل أطفال ونساء من تحت الأنقاض».
وأكد حزب الله مقتل عقيل في بيان بعد منتصف الليلة قبل الماضية ووصفه بأنه «أحد كبار قادته».
وقالت الجماعة إن 15 عضوا آخرين قتلوا أيضا، بينهم وهبي، وهو قيادي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان خلال حرب غزة وحتى أوائل العام الحالي.
وقال مصدر أمني الجمعة إن الغارة التي وقعت بعد الظهر استهدفت مبنى مجاورا لحضانة تضررت من الضربة.
وقال مصدر أمني ثان إن العديد من الصواريخ ضربت بوابة مرآب أحد المباني. ووقع الانفجار في الطوابق السفلى من المبنى خلال اجتماع عقيل مع قادة آخرين بالداخل.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشورات على منصة إكس إن الضربة استهدفت تجمعا تحت الأرض لعقيل وقادة كبار في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في حزب الله، وإنها «فككت بشكل تام تقريبا» سلسلة القيادة العسكرية في حزب الله.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إن الهجوم الذي وقع الجمعة في منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت هو امتداد «لدائرة خطيرة للغاية من العنف سيكون لها عواقب مدمرة. لا بد لذلك أن يتوقف فورا».
واستمرت الهجمات العنيفة عبر الحدود أمس، إذ شنت طائرات حربية إسرائيلية بعضا من أعنف عمليات القصف التي نفذتها خلال تبادل إطلاق النار المستمر منذ 11 شهرا في أنحاء جنوب لبنان، كما أعلن حزب الله شنّ هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل.
ويمثل الهجوم الذي وقع الجمعة تصعيدا حادّا في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وضربة أخرى للجماعة المدعومة من إيران بعد هجمات على مدى يومين الأسبوع الماضي بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم (البيجر) وأجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي) يستخدمها أعضاؤها.
وارتفع إجمالي عدد القتلى في تلك الهجمات إلى 39 بينما تجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذت الهجمات بتفجير أجهزة الاتصال لكنها لم تؤكد أو تنف تورطها.
وترك عشرات الآلاف منازلهم على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أن بدأت جماعة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين بالتزامن مع الحرب الدائرة في غزة منذ قرابة عام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك