العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

سيدة الشاشة الخليجية: تحول المسرح من منصة لإصلاح المجتمع إلى مكان للرقص وهدم المجتمع
المسرحيات السابقة جمعت بين إصلاح المجتمع والكوميديا والربح

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بصراحتها‭ ‬المعهودة‭ ‬وكعادتها‭ ‬أبدت‭ ‬‮«‬سيدة‭ ‬الشاشة‭ ‬الخليجية‮»‬‭ ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬حياة‭ ‬الفهد‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمسرح‭ ‬والدراما‭ ‬وما‭ ‬يقدم‭ ‬فيهما‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬وصفت‭ ‬بعضها‭ ‬بـ«المقزز‭ ‬والهادم‭ ‬للمجتمع‮»‬‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬استضافتها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مسيرة‭ ‬عطاء‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الملتقى‭ ‬الإعلامي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬دسمان،‭ ‬بمشاركة‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬والمسرحي‭ ‬وصُناع‭ ‬الترفيه‭ ‬المحامي‭ ‬والإعلامي‭ ‬خالد‭ ‬الراشد،‭ ‬وأدار‭ ‬الجلسة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للملتقى‭ ‬ماضي‭ ‬الخميس،‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬نادي‭ ‬رقي‭ ‬لدعم‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام‭.‬

قالت‭ ‬الفهد‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬إن‭ ‬المسرح‭ ‬تحوَّل‭ ‬من‭ ‬منصة‭ ‬لإصلاح‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬للرقص،‭ ‬والاستعراض‭ ‬غير‭ ‬المبرر،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬هدف،‭ ‬ونتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الاستعراضات‭ ‬الملونة‭ ‬والمبهرة‭ ‬يشعر‭ ‬الأطفال‭ ‬بالبهجة‭ ‬والمتعة،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬شيئاً،‭ ‬ولا‭ ‬تعود‭ ‬عليه‭ ‬بأي‭ ‬قيمة‭ ‬نافعة‭ ‬بشأن‭ ‬أفكاره‭ ‬وتنشئته‭.‬

وأكدت‭ ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬أنها‭ ‬بكلامها‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬محاربة‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬المسرحي‭ ‬بالكويت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬تأسف‭ ‬لحال‭ ‬المسرح،‭ ‬وما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تسطيح‭ ‬للقيم،‭ ‬ومحاولة‭ ‬الترفيه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬هدف‭ ‬أو‭ ‬قيمة،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬مبدعين‭ ‬لتقديم‭ ‬شيء‭ ‬مميَّز‭ ‬وحقيقي‭.‬

وحول‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية،‭ ‬قالت‭ ‬الفهد‭: ‬‮«‬كثرة‭ ‬عروض‭ ‬المسرح‭ ‬شيء‭ ‬جيد‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬هناك‭ ‬كثرة‭ ‬فيها‭ ‬مبالغة،‭ ‬لأن‭ ‬تواصل‭ ‬العروض‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬صحي‭ ‬وغير‭ ‬مفيد‭ ‬للأطفال‭ ‬والكبار،‭ ‬وخمسة‭ ‬عروض‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬طمع‭ ‬مادي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬مجرَّد‭ ‬الكسب‭ ‬المادي،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬المسرحيات‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬إصلاح‭ ‬المجتمع‭ ‬والكوميديا‭ ‬والربح‭.‬

وواصلت‭ ‬الفهد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الفنان‭ ‬بتقديم‭ ‬عملين‭ ‬مسرحيين‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬للتركيز‭ ‬عليهما‭ ‬وإخراجهما‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬صورة،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعروض‭ ‬الطفل،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬موجَّهة‭ ‬اليه‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ومدروس‭.‬

وشددت‭ ‬الفهد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للفن،‭ ‬والمسرح‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬لأنه‭ ‬للأسف‭ ‬أصبح‭ ‬يشجع‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬الخطأ،‭ ‬ولا‭ ‬يوجهه‭ ‬الى‭ ‬احترام‭ ‬الأسرة‭ ‬والكبار،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬دروس‭ ‬أخلاقية،‭ ‬ليتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬لهدم‭ ‬المجتمع‭ ‬بالخروج‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬والارتجال‭ ‬غير‭ ‬المبرر،‭ ‬والابتذال‭ ‬أحياناً‭.‬

ووجهت‭ ‬الفهد‭ ‬رسالتها‭ ‬الى‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بالتصدي‭ ‬لعشوائية‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العروض‭ ‬والموضوعات،‭ ‬وتقنين‭ ‬التصاريح،‭ ‬وتخصيص‭ ‬مسرح‭ ‬وطني‭ ‬غير‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا،‭ ‬ليتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬راقية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭.‬

واختتمت‭ ‬الفهد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ضد‭ ‬الجرأة‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬استياء‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالفن‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الجرأة،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬الى‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬حفيظة‭ ‬المشاهد‭ ‬بطرق‭ ‬مهذبة‭ ‬لا‭ ‬تضر‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولا‭ ‬تحارب‭ ‬التقاليد‭ ‬والعادات‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬المتحفظة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا