العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تحليل: إيران أمام معادلة صعبة بين دعم حزب الله وتجنّب الحرب

السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

طهران‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬العنف‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحزب‭ ‬الله،‭ ‬تحاول‭ ‬إيران‭ ‬الموازنة‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الانجرار‭ ‬إلى‭ ‬نزاع‭ ‬شامل‭ ‬والسقوط‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬العدو‭. ‬وبينما‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عزلتها‭ ‬وإنعاش‭ ‬اقتصادها،‭ ‬تدرك‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحرب‭ ‬أن‭ ‬تعقّد‭ ‬جهود‭ ‬ضمان‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭. ‬وتكثّف‭ ‬تبادل‭ ‬القصف‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذي‭ ‬شنّته‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وخصوصا‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬تفجير‭ ‬أجهزة‭ ‬اتصال‭ ‬تابعة‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬39‭ ‬شخصا‭ ‬وتسببت‭ ‬بإصابة‭ ‬3000‭ ‬بجروح‭. ‬

أعقبت‭ ‬ذلك‭ ‬ضربات‭ ‬جوية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬على‭ ‬معاقل‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬المئات‭. ‬وردّ‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬بإطلاق‭ ‬صواريخ‭. ‬ورغم‭ ‬ازدياد‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية،‭ ‬تبدو‭ ‬إيران‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تجنّب‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة‭. ‬وقال‭ ‬الخبير‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يتّخذ‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬مقرا‭ ‬حميد‭ ‬غلامزاده‭: ‬‮«‬لن‭ ‬تُجرّ‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬بدوره،‭ ‬أوضح‭ ‬علي‭ ‬واعظ‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬إيران‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الانخراط‭ ‬المباشر،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التصعيد‭ ‬أن‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وينعكس‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭. ‬

وقال‭ ‬واعظ‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬عدوتها‭ ‬اللدودة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أولويات‭ ‬إيران‭ ‬تتمثّل‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬والاستقرار‭ ‬اقتصاديا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭. ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬هجوم‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬تشنّه‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ضربة‭ ‬جوية‭ ‬استهدفت‭ ‬القنصلية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬اعترضت‭ ‬الدفاعات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬القوات‭ ‬الحليفة‭ ‬معظم‭ ‬الصواريخ‭. ‬

في‭ ‬نيويورك،‭ ‬اتّهم‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالسعي‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬بينما‭ ‬حافظت‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬مقتل‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬يوليو،‭ ‬خشية‭ ‬تسبب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭. ‬

وقال‭: ‬‮«‬حاولنا‭ ‬ألا‭ ‬نرد‭. ‬قالوا‭ ‬لنا‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬إننا‭ ‬كنا‭ ‬قريبين‭ ‬من‭ ‬السلام،‭ ‬لربما‭ ‬خلال‭ ‬أسبوع‭ ‬أو‭ ‬أكثر‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬قط‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬السلام‭ ‬الصعب‭ ‬المنال‭. ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ترتكب‭ ‬إسرائيل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفظاعات‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أطلقت‭ ‬إيران‭ ‬مئات‭ ‬الصواريخ‭ ‬والمسيّرات‭ ‬بعد‭ ‬ضربة‭ ‬دمشق،‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬اعتراض‭ ‬معظمها‭. ‬ويفيد‭ ‬محللون‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬تستعرض‭ ‬قوتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الرد‭. ‬ومازالت‭ ‬إيران‭ ‬تواجه‭ ‬عقوبات‭ ‬غربية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬منذ‭ ‬انسحبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬حينذاك‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬أبرمته‭ ‬طهران‭ ‬والقوى‭ ‬العالمية‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬

كما‭ ‬فرضت‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبية‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬متّهمة‭ ‬إياها‭ ‬بتزويد‭ ‬روسيا‭ ‬بصواريخ‭ ‬بالستية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭. ‬ونفت‭ ‬إيران‭ ‬الاتهامات،‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬بزشكيان‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬للجلوس‭ ‬مع‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحوار‭ ‬والمفاوضات‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬واعظ‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬أي‭ ‬تصعيد‭ ‬إيراني‭ ‬أن‭ ‬يقوّي‭ ‬شوكة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ويساعد‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭. ‬وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬سيضر‭ ‬كثيرا‭ ‬بالمصالح‭ ‬الإيرانية‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا