القدس المحتلة – الوكالات: أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء أنه باشر عملية برية «محدودة» ضد حزب الله في جنوب لبنان، بعد أسبوع من القصف المكثف على أهداف للحزب المدعوم من إيران أوقع مئات القتلى، الأمر الذي أثار تحذيرات دولية من التصعيد وصولا إلى الحرب الشاملة.
غير أنّ قوة الأمم المتحدة في لبنان أكدت عدم حصول «توغّل بري الآن»، بينما نفى الحزب دخول قوات إسرائيلية الأراضي اللبنانية. وأكد مصدر في الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس أن وحداته «لم ترصد» أي توغّل إسرائيلي عبر الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان فجر أمس، إن جنوده دخلوا جنوب لبنان مساء الإثنين في إطار عملية «برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف» ضد «أهداف ومنشآت إرهابية» لحزب الله، من غير أن يوضح عدد الجنود المشاركين فيها.
وأشار إلى أن هذه الأهداف تقع «في عدد من القرى القريبة من الحدود والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية»، موضحا أن القوات الإسرائيلية على الأرض تحظى بإسناد جوي ومدفعي.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي لفرانس برس ردا على سؤال بهذا الشأن، أن «هناك قوات على الأرض في جنوب لبنان»، من دون أن يتمكّن من تأكيد ما إذا كان القتال جاريا أم لا.
ولاحقا أعلن الجيش استدعاء أربعة ألوية احتياط إضافية الى الجبهة الشمالية.
في 25 سبتمبر، استدعى الجيش لواءين احتياطيين لإرسالهما إلى حدوده الشمالية. ويضم لواء المشاة الإسرائيلي عادة من ألف إلى ألفَي جندي، في حين يضم لواء الدبابات نحو مائة دبابة.
وأفاد بيان صادر عن مكتب وزارة الدفاع الإسرائيلية أنّ وزير الدفاع يوآف جالانت أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن بشأن العمليات البريّة في جنوب لبنان.
وجاء ذلك فيما كتب أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في رسالة نشرت باللغة العربية على تطبيق تلغرام، «يدور في منطقة جنوب لبنان قتال عنيف»، مضيفا «من أجل سلامتكم الشخصية نطالبكم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني» متهما حزب الله باستخدام المدنيين «دروعا بشرية».
في المقابل، نفى حزب الله توغل قوات إسرائيلية في لبنان وخوضها اشتباكات مع مقاتليه.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمّد عفيف في تصريحات وزّعها إعلام الحزب إن «كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان هي ادعاءات كاذبة... لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال».
وأكد جهوزية مقاتلي الحزب «للمواجهة المباشرة» مع القوات الإسرائيلية التي «تتجرأ أو تحاول دخول» لبنان.
كذلك، أشار الناطق باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي لوكالة فرانس برس إلى أن «لا توغل بريا الآن»، بعيد تحذير القوة الدولية في بيان من أن «أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه»، داعيا الأطراف كلها إلى «التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء».
لاحقا، طلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالي ثلاثين بلدة و«التوجه فورا إلى شمال نهر الأولي» محذرا من أن «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر».
وحذرت الأمم المتحدة أمس من عواقب «اجتياح بري واسع النطاق» في لبنان. وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل في تصريح صحفي إن «العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساسا ونخشى أن يؤدي اجتياح بري اسرائيلي واسع النطاق للبنان الى تفاقم المعاناة».
كذلك، دان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان العملية البرية الإسرائيلية في لبنان ودعا الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى وضع حد لإسرائيل من دون «إضاعة مزيد من الوقت».
ودعت روسيا إسرائيل إلى سحب قواتها «فورا» من جنوب لبنان، بينما أكدت الصين أنّها ترفض «التعديات على سيادة لبنان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك