الموسيقى هي مجموعة من الأصوات المتناغمة التي تشكل معًا مقطوعة واحدة عن طريق تفاعل الإيقاعات وبأوزان محددة ولا تزال الموسيقى العربية على قيد الحياة، فهي تمتلك تاريخا عريقا يمتد لحضارات عديدة.
تأثر ضيفنا لهذا الأسبوع في «عالم الشهرة» بأمه التي كانت تحفظ الكثير من الأشعار باللهجة العامية والأمثال والقصص التي تنتمي للموروث الشعبي، لم يكن ذلك فحسب بل إن بداياته مع الموسيقى جاءت في سن مبكرة جدا، اقتنى خلالها العديد من الآلات الموسيقية والإيقاعية متأثرا بالموسيقى الشعبية في البيئة المحلية.
ضيفنا لهذا الأسبوع هو الموسيقي والباحث الأستاذ خالد عبدالله خليفة الذي يعتبر أن فترة عمله في التدريس الموسيقي بوزارة الــتربية والتعليم بالمرحلة الثانوية، من المراحل المهمة التي اكتشف خلالها عددا من المواهب الموسيقية من بينها (الفنانة هند) و(الفنان عادل محمود).
*نرحب بك أستاذ خالد بصحيفة «أخبار الخليج»، حدثني عن بدايتك وهل تنتمي إلى عائلة فنية؟
- بدايتي مع الموسيقى في سن مبكرة جدا، في سن الثانية عشرة من عمري، وكنت أقتني العديد من الآلات الموسيقية والإيقاعية، وتأثرت كثيرا بالموسيقى الشعبية في البيئة المحلية، وقد ساعدني كثيرا كون أنني أنتمى إلى عائلة فنية تهتم بالشعر والأدب والثقافة والفنون، وفي المرحلة الإعدادية كنت عازف العود في الفرقة الموسيقية بمدرسة طارق بن زياد الإعدادية للبنين.
*متى بدأت العزف على آلة العود ومن الذي علمك العزف عليها؟
- بدأت العزف على آلة العود وعمري 12 سنة تقريبا، وقد كنت أجد كل الدعم والتشجيع من أفراد أسرتي، في البداية كان التعلم عن طريق السماع والتقليد من خلال الإذاعة والتلفزيون، وفي المرحلة الإعدادية كان يدرس لنا الموسيقى الأستاذ الموجه بوزارة التربية والتعليم الأستاذ محمود كمال الدين في الفترة الصباحية، فترة الفسحة فقط، كما كانت هناك دروس للتعليم الموسيقي في الفترة المسائية في كل من مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية للبنين، ومدرسة الهداية الثانوية للبنين، في تلك المرحلة المبكرة من التعليم الموسيقي في المدارس، أي فترة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، ثم التحقت وأنا في بداية المرحلة الثانوية بمعهد الأستاذ جاسم العمران الأهلي لتعليم الموسيقى في الفترة المسائية في منطقة الحورة بالمنامة.
*قصص الجدات والأمهات لها تأثير كبير في ماضي كل فنان.. هل لك أن تذكر لنا مدى تأثرك بذلك؟
- لقد كانت والدتي تحفظ الكثير من الأشعار باللهجة العامية والأمثال والقصص من الموروث الشعبي، كذلك صديقة والدتي التي كانت تقيم معنا بالمنزل وتساعد في تربيتنا، تحفظ الكثير من الأغاني الشعبية المعروفة والمشهورة وتؤديها مع الضرب على الطار والطبل، وكانت تمتلك صوتا شجيا أيضا، حيث كان لها تأثير كبير وقوي في مرحلة تكويني الفني وتشكيل الذائقة الموسيقية في وجداني.
*الفترة الذهبية بالنسبة إليك متى بدأت؟
- في حياتي العديد من الفترات الذهبية والمحطات التي ساهمت في تكوين شخصيتي الفنية والموسيقية، الفترة الأولى: هي من الطفولة وحتى مرحلة التخرج في الثانوية العامة.
والفترة الثانية: هي فترة الدراسة الجامعية بالقاهرة بكل ما تحمله من زهو الشباب والانطلاق والتحرر والتحصيل العلمي والفني والاعتماد على الذات وتكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية وتحقيق الأهداف العامة والخاصة، والانعتاق من تأثير المحيط الأسري الذي كان يقيد حركتي في مرحلة التكوين الأولى.
الفترة الثالثة: هي فترة عملي بالتدريس في مدارس البحرين، ثم انتقالي إلى وزارة التربية والتعليم في وظيفة اختصاصي أول الأنشطة الموسيقية بمدارس البحرين أيضا.
*في بداياتك بمن تأثرت؟ ومن آمن بك؟
- تأثرت بالأغاني الشعبية وفن الصوت البحريني، وبالموسيقى العربية وكل من محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وقد آمنت بي عائلتي وأساتذتي وكل محيطي الفني.
*مَن مِن أبنائك ورث منك حب الفن؟
جميعهم يحبون الفنون ويمتلكون ذائقة فنية متميزة.
*ما أول آلة موسيقية امتلكتها؟
- هي آلة الميلو ديكا والناي.
*أول عود امتلكته حدثني عن قصته.. وهل مازلت تحتفظ به؟
- أول عود كان هدية من أخي خليفة أحضره لي عندما سافر إلى القاهرة، وأول عود اشتريته من الصانع المعروف فتحي أمين بالقاهرة ومازلت أحتفظ به حتى اليوم، وطبعا قبل ذلك مرت عليّ العديد من الأعواد الموسيقية.
*من يطرب أذنك؟
- جميع أنواع الموسيقى العربية والكلاسيكية وكل غناء جميل.
*التحديات كثيرة في الوسط الفني.. كيف استطعت المحافظة على بقائك؟
- من خلال ممارسة فن الموسيقي كحرفة وكهواية، دون انتظار الجانب المادي منها، وأديت دوري من خلالها كأستاذ واختصاصي ومعلم وناشر للثقافة الموسيقية وباحث موسيقي.
*حدثني عن بعض المطربين الذين سبق أن لحنت لهم في بداياتهم فمن هم؟
- لحنت لكل من الفنانة هند والفنان عادل محمود وتعاونت مع الفنان المعروف نزار عبدالله خلال لحن وطني.
*وقتنا الحالي صار مزدحما جدا بمن يدعون انتماءهم للفن سواء في مجال الموسيقى أو الغناء؟
نحن بحاجة إلى تشجيع المواهب الموسيقية، وفتح المجال للمواهب الشابة.
*متى نستطيع أن نعتبر الشخص العازف ملحنا من وجهة نظرك؟
- العزف موهبة متفردة في حد ذاتها، أما القدرة على تلحين النصوص الشعرية فتلك موهبة متفردة وذات خصوصية أخرى.
*في أحد اللقاءات قلت إن كل صوت هو فن ينتمي لزمان ومكان؟
- ربما تقصدين مقابلتي بخصوص فن (الصوت) في برنامج (مسايير) بتلفزيون البحرين، حيث إنني ميزت بين خصائص كل من الصوت البحريني والصوت الكويتي، وتكلمت بإسهاب عن مراحل تطور آداء الصوت في الخليج العربي.
*لِمَ في اعتقادكم يصعب على المستمع العادي والمتذوق للموسيقى التمييز بين الإيقاع الشامي والعربي؟
- هو ليس بالأمر الصعب تماما، ولكنه يحتاج إلى الأذن المدربة والمتعودة على الاستماع والتذوق الموسيقي.
*هل تؤثر طبقات الصوت في الألحان المستخدمة؟
- لكل خامة صوتية خصائص تنفرد بها، إن كان صوتا نسائيا أو رجاليا، وعلى الملحن أن يفهم تلك الخصائص وأن يتعامل مع كل صوت من خلالها.
*قلت لي سابقا بأنك تعتبر 2024 سنة خير عليك؟
- ذلك صحيح من حيث تكثيف الجهود في بلورة نشاطي الموسيقي المتواصل، والحصول على التكريم من قبل المؤتمر العالمي التاسع للريادة والابتكار والتمييز بالإمارات العربية المتحدة لفوزي بوسام التميز في الآداب والفنون لعام 2024، كذلك مشاركتي من خلال نشاطي في كتابة البحوث الموسيقية من خلال إصدارات جديدة مع المؤسسات الرسمية.
*هل تعتقد أن البيئة وفترة التكوين يؤثران في ولادة الأصوات؟
- إن البيئة الفنية وفترة الاختمار والتكوين لها بالغ الأثر في ولادة الأصوات والمواهب الجديدة.
*المحرق خاصة والبحرين عموما ولادة للمبدعين؟
- مدينة المحرق والبحرين عموما تشكلان رافدا من روافد العلم والفن والثقافة والحضارة على مستوى العالم على مر العصور، وقد أنجبت لنا المحرق الفنان الفذ سالم العلان والبحرين أنجبت الفنان المبدع محمد بن فارس، والكثير من الأسماء الأخرى في الفن والثقافة والآداب.
*مَن مِن المطربين تتمنى التعامل معه أو ترى إحساسه يشبهك؟
- فنان العرب محمد عبده لأنه وصل إلى مرحلة التألق في الأداء الغنائي.
*كلمة أخيرة لجمهورك؟ وما أعمالك القادمة؟
- أعدهم بمواصلة المسيرة من خلال نشاطي على قناتي على يوتيوب (قناة عشاق العود – خالد خليفة) كما إنني أحضر لعمل موسيقي طموح أتمنى أن يرى النور قي القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك