زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عليكم بالحشرات.. أبيدوها
نحن قوم نتعامل مع ظاهرة التقلبات المناخية العنيفة بحكم صلاة الجنازة التي «إذا أدّاها البعض سقطت عن الباقين»، فلا نعتبر أنفسنا مطالبين بالإسهام في حماية البيئة لدرء مخاطر تلك التقلبات. ومن ثم فالدول العربية من أكثر دول العالم استهلاكا لمنتجات البلاستيك، في غياب منهجية في معظمها لإعادة تدويرها. وتفيد تقارير صدرت مؤخرا عن علماء الرصد الجوي أن عام 2024، يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ليس بسبب قرب حلول ديسمبر الذي هو آخر شهر فيه، بل بسبب الإجهاد وفقدان السوائل، لأنه كان الأكثر سخونة منذ أن عرفت البشرية علم رصد حالة الطقس، وقد شهدت العديد من دول العالم حالات انفلات مناخي في هيئة أعاصير وأمطار غزيرة جدا وسيول وفيضانات كاسحة، وبات من المعلوم أن الكرة الأرضية تتعرض للتسخين بوتيرة سريعة، بمعنى أن درجات الحرارة ستظل ترتفع على مدى السنوات القادمة مما يهدد نحو مليون كائن حي بالانقراض، ومعظم، إن لم يكن جميع تلك الكائنات من الحشرات الصغيرة، وقد بدأت جماعات حماية البيئة سلفا في إقامة سرادقات العزاء لتلك الحشرات، ووضع خطط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، وبصراحة فإنني لا أفهم لماذا يحزن شخص عاقل على انقراض حشرة، مع أننا جميعا لا نتردد في قتل أي حشرة تعترض أو لا تعترض طريقنا!
أقول قولي هذا ثم أضيف أن الخواجات قوم بارعون في كل شيء، يخترعون الأشياء المفيدة، ثم يحيلون بعضها إلى أشياء مدمرة وفتاكة، ويقتلون الشخص ويمشون في جنازته، وكل شيء يضر بالبيئة خرج من رحم أوروبا أو مؤخرة أمريكا: الدخان والغبار والإشعاعات والمواد الكيميائية ومادونا!! فهم يبكون على الحشرات ويصنعون ويصدرون إلى كل دول العالم مبيدات الحشرات التي يؤدي استخدامها إلى إبادة البشر، لأنها تتلف الرئة وتسمم الدم، وعلى كل حال لا يهمني شخصيا أن تختفي جميع الحشرات من وجه الأرض، بل سيسعدني ذلك نكاية بالغربيين، الذين شكلوا نحو خمسة آلاف جمعية لحماية أجناس مختلفة من الحشرات والطيور والحيوانات، ونحو 300 منظمة تعتبر المسلمين خطرا على البحار والبراري والصحاري بينما لديهم خمس جمعيات فقط تتحدث على استحياء عن ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين.
داهية تأخذ الحشرات والحشريين الذين يحشرون أنوفهم في شؤونها! وأهيب بالقراء أن يضاعفوا جهودهم لقتل أكبر عدد ممكن من العقارب والعناكب والصراصير باستخدام الشباشب والبراطيش والصحف القديمة (طريقتي المفضلة لقتل الذباب)، المهم اقتلوها من دون استخدام المبيدات التي ينتجها نفس الغربيين الذي يتباكون على الحشرات المهددة بالانقراض، وإذا احتج الغربيون نتوقف عن قتلها ونكرس الجهود للقبض عليها وإرسالها إلى أوروبا وأمريكا كي تنعم بالحماية، ومن جانبي أتعهد بأن أصدر إلى بلاد الخواجات نحو مليون بعوضة سودانية حسنة التغذية يوميا على نفقتي الخاصة، وفي ذلك خدمة للبشرية لأن الخواجات لن ينتجوا عقارا ناجعا لعلاج الملاريا أو الوقاية منها ما لم ينشر البعوض ذلك المرض في بلدانهم، ولحسن الحظ فإن الدول العربية في طليعة الدول المنتجة للذباب وبإمكانها تفادي تهمة ممارسة الإرهاب البيئي بقتل الذباب، بتصدير الفائض منه - ويقدر بنحو مليار تريليون في اليوم - إلى أوروبا وأمريكا، فمتوسط دخل الفرد من الذباب في الدول العربية نحو 837 ألف ذبابة في السنة، ولا داعي للأنانية والتكويش، ومن الخير لنا وللذباب أن نهديه إلى الدول الغربية الأطلسية كي ينعم بالحماية هناك، بل أقترح على الدول الخليجية أن تهدي أوروبا الفائض من الكبسة والذي يبلغ يوميا نحو خمسين طنا لتعيش عليها الحشرات هناك بدلا من الإلقاء بها في الشوارع! وإذا دخلنا مجال تصدير الحشرات، فإننا بالتأكيد سنسجل تفوقا على بقية دول العالم، لأول مرة منذ القرن الحادي عشر!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك