العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تصاعد الحرب في السودان مع اقتراب موسم الأمطار من نهايته

السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

دبي‭ - (‬رويترز‭): ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬شهرا‭ ‬على‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬تتصاعد‭ ‬حدة‭ ‬القتال‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬من‭ ‬نهايته‭ ‬إذ‭ ‬يشن‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬مكثفة‭ ‬ويستعين‭ ‬بمقاتلين‭ ‬متحالفين‭ ‬لتعزيز‭ ‬مواقعه‭ ‬استعدادا‭ ‬لأي‭ ‬هجوم‭ ‬محتمل‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬تصعيد‭ ‬القتال‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المفجعة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬مجاعة‭ ‬ونزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬يمثلون‭ ‬خمس‭ ‬سكان‭ ‬البلاد،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬للنازحين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬

وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬أخفقت‭ ‬وكالات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭. ‬وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬غربي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬تحدث‭ ‬شريطة‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬لاعتبارات‭ ‬سياسية‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬تطور‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ما‭ ‬نتوقعه‭ ‬في‭ ‬الخريف‭ ‬هو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الانقسام‭ ‬ودخول‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭... ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيجعل‭ ‬الوضع‭ ‬عموما‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬شبه‭ ‬العسكرية‭ ‬اليد‭ ‬العليا‭ ‬خلال‭ ‬معظم‭ ‬فترة‭ ‬الصراع‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬شن‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬أكبر‭ ‬هجوم‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬وتقدم‭ ‬عبر‭ ‬جسر‭ ‬رئيسي‭ ‬فوق‭ ‬نهر‭ ‬النيل،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إحجامه‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المحادثات‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭. ‬وفي‭ ‬دارفور،‭ ‬احتشدت‭ ‬جماعات‭ ‬متمردة‭ ‬سابقة‭ ‬ومتطوعون‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬النازحين‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬الفاشر‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكان،‭ ‬آخر‭ ‬معاقل‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬موجات‭ ‬هجمات‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭.     ‬

وقال‭ ‬مصدران‭ ‬بالجيش‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬عكف‭ ‬لأشهر‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التزود‭ ‬بالأسلحة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬والطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬مع‭ ‬تدريب‭ ‬متطوعين‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتعزيز‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭. ‬وقال‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة،‭ ‬التي‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬ومدينتي‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬وبحري‭ ‬المجاورتين‭ ‬لها،‭ ‬وكإن‭ ‬الجيش‭ ‬نفذ‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬عمليات‭ ‬قصف‭ ‬جوي‭ ‬بعدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬والطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬يفعله‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬السابقة‭. ‬

وبينما‭ ‬استخدم‭ ‬الجيش‭ ‬قدراته‭ ‬الجوية‭ ‬المتفوقة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬لقصف‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬ودارفور‭ ‬وولاية‭ ‬الجزيرة،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ -‬وهي‭ ‬قوات‭ ‬برية‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ - ‬بعض‭ ‬فاعليتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬التحرك‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬موسم‭ ‬الجفاف‭ ‬اذ‭ ‬تصبح‭ ‬الطرق‭ ‬أسهل‭ ‬في‭ ‬العبور‭. ‬

ونشرت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬يظهر‭ ‬مقاتليها‭ ‬وهم‭ ‬يتوعدون‭ ‬‮«‬بشتاء‭ ‬ساخن‮»‬‭ ‬لخصومهم‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سنار‭ ‬حيث‭ ‬تباطأ‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بسبب‭ ‬الأمطار‭. ‬وأفاد‭ ‬شهود‭ ‬في‭ ‬سنار‭ ‬وفي‭ ‬العاصمة‭ ‬بوقوع‭ ‬قتال‭ ‬عنيف‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭. ‬ويقول‭ ‬دبلوماسيون‭ ‬ومحللون‭ ‬إن‭ ‬الطرفين‭ ‬عززا‭ ‬قدراتهما‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المساحة‭ ‬مستفيدين‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬داعمون‭ ‬أجانب‭. ‬

بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬مع‭ ‬سعي‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬لحماية‭ ‬نفوذهما‭ ‬وثرواتهما‭ ‬قبل‭ ‬انتقال‭ ‬كان‭ ‬مخططا‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬المدني‭ ‬والانتخابات‭ ‬الحرة‭. ‬وسيطرت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬بسرعة‭ ‬قبل‭ ‬تعزيز‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬دارفور‭ ‬وعلى‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭. ‬وانبثقت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬عن‭ ‬ميليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬سحق‭ ‬تمرد‭ ‬جماعات‭ ‬غير‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا