العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تونس تستعد لانتخاب رئيس وسط اتهامات بالدكتاتورية ومخاوف اقتصادية

السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

تونس‭ - (‬رويترز‭): ‬تشهد‭ ‬الانتخابات‭ ‬التونسية‭ ‬يوم‭ ‬غد‭ ‬الأحد‭ ‬منافسة‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬ومرشحين‭ ‬أحدهما‭ ‬سُجن‭ ‬فجأة‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬والآخر‭ ‬يرأس‭ ‬حزبا‭ ‬سياسيا،‭ ‬فيما‭ ‬تقول‭ ‬جماعات‭ ‬حقوقية‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬أزال‭ ‬معظم‭ ‬الضوابط‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬سلطته‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭. ‬ووسط‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفتور‭ ‬وغياب‭ ‬الحماس،‭ ‬دُعي‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬ناخب‭ ‬للاقتراع‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭. ‬

وأزاحت‭ ‬هيئة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ثلاثة‭ ‬مرشحين‭ ‬بارزين‭ ‬يمثلون‭ ‬تيارات‭ ‬سياسية‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬المرشحين‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬أثارت‭ ‬غضبا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬وجرد‭ ‬البرلمان‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬محكمة‭ ‬مستقلة‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬الانتخابية‭. ‬

كانت‭ ‬تونس‭ ‬قد‭ ‬نالت‭ ‬إشادات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬باعتبارها‭ ‬قصة‭ ‬النجاح‭ ‬النسبي‭ ‬الوحيدة‭ ‬لانتفاضات‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬بعد‭ ‬إدخال‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تنافسية،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬متعثرة،‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الاستبدادي‭. ‬وفاز‭ ‬سعيد‭ ‬بانتخابات‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وسط‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬إزاء‭ ‬الفشل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والفساد‭ ‬بين‭ ‬النخبة‭. ‬وسعيا‭ ‬لما‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬وإنهاء‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬أقال‭ ‬سعيد‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وأعاد‭ ‬كتابة‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬قبل‭ ‬طرحه‭ ‬للاستفتاء‭ ‬وهي‭ ‬خطوات‭ ‬وصفتها‭ ‬المعارضة‭ ‬بأنها‭ ‬انقلاب‭. ‬

ونظمت‭ ‬جماعات‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬اتهمته‭ ‬بتقويض‭ ‬الديمقراطية‭ ‬احتجاجات‭. ‬وسُجن‭ ‬أغلب‭ ‬زعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬الرئيسية‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬وهم‭ ‬يتهمون‭ ‬الرئيس‭ ‬الآن‭ ‬بمحاولة‭ ‬تزوير‭ ‬انتخابات‭ ‬الأحد‭ ‬وذلك‭ ‬بتوظيف‭ ‬القضاء‭ ‬والهيئة‭ ‬الانتخابية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭. ‬رفض‭ ‬سعيد‭ ‬الاتهامات‭ ‬بأنه‭ ‬يريد‭ ‬تفكيك‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬ميولا‭ ‬دكتاتورية‭. ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يصف‭ ‬بعض‭ ‬معارضية‭ ‬بأنهم‭ ‬خونة‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬برنامجه‭ ‬السياسي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفساد‭. ‬ولا‭ ‬يبدي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬حماسا‭ ‬لانتخابات‭ ‬الأحد‭. ‬

ولم‭ ‬يحظ‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬دستوره‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بإقبال‭ ‬سوى‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭ ‬ممن‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬التصويت،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬للبرلمان‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬أزال‭ ‬منه‭ ‬معظم‭ ‬السلطات‭ ‬إلا‭ ‬بتصويت‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬نسبته‭ ‬11‭ ‬بالمائة‭. ‬قال‭ ‬محمد‭ ‬الربودي،‭ ‬وهو‭ ‬مدرس،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬انتخابات،‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬تأييد‭ ‬لشخص‭ ‬يمتلك‭ ‬كل‭ ‬السلطات‭ ‬ويمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬ويغير‭ ‬القوانين‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬له‮»‬‭.‬

وواجه‭ ‬أكبر‭ ‬حزب‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وهو‭ ‬حزب‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامي،‭ ‬قيودا‭ ‬شديدة‭ ‬منذ‭ ‬سُجن‭ ‬زعيمه‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي،‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬السابق،‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بتهم‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬ملفقة‭. ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬النهضة‭ ‬أي‭ ‬مرشح‭. ‬

لقد‭ ‬ساعد‭ ‬تعافي‭ ‬السياحة‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬والمساعدات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬القلقة‭ ‬بشأن‭ ‬الهجرة‭ ‬من‭ ‬تونس،‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬تفادي‭ ‬إجراء‭ ‬تخفيضات‭ ‬حادة‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬برنامج‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭. ‬لكن‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬وسوء‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والنقل‭ ‬تشغل‭ ‬الناخبين‭ ‬وتقلل‭ ‬حماسهم‭ ‬إزاء‭ ‬فرص‭ ‬التغيير‭. ‬

ويشعر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬بالقلق‭ ‬إزاء‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬التضخم‭ ‬7‭ ‬بالمائة،‭ ‬وارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬بالمائة،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬قوارب‭ ‬المهاجرين‭ ‬المتجهة‭ ‬إلى‭ ‬السواحل‭ ‬الأوروبية‭. ‬ودعت‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا