زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
معايير خطأ تفركش الزيجات
قبل أيام قليلة أثبتّ أنني شخص متحضر، لأنني تذكرت على غير العادة اليوم الذي صادف ذلك اليوم الميمون الذي فازت به بنت بي بعلا وبغلا، وقدمت لزوجتي فيه هدية. تلك كانت الذكرى الـ«كَمْ»؟ هذا لا يخصك، ولكنها زيجة أسفرت عن صبيان وبنات وأحفاد (قل: ما شاء الله).
قد يعزى ارتفاع معدلات الطلاق إلى حد كبير إلى أن الكثير من الرجال يجعلون «الجمال» العنصر الحاسم في اختيار الزوجة، ولو كانت الفتاة تجمع بين الجمال والمال فإن فرص فوزها بزوج تصبح عالية منذ أن تبلغ الثانية عشرة، وتأتيك أختك أو خالتك وتقول لك إن الآنسة «كماشة» بنت أخت «قماشة» جميلة وأهلها «كويسين وزينين»، (يعني عندهم فلوس)، وتسأل الخالة أو الأخت عن مدى معرفتها بكماشة تلك، فتقول إنها رأتها في حفل زواج بنت عمها «تورتيتا»، ويتم الحصول على صورة فوتوغرافية لكماشة ويجنّ جنونك: يا سلام، هاذي بنت تهبل.. اخطبوها لي الحين، ومهرها من مليون لثلاثة، ويخطبونها لك «الحين»، وتشب النيران في جسمك إلى أن تكتمل مراسيم الزواج، وتعيشان كزوجين، ثم تكتشف أنها فعلا «تهبل وتجنن» لأنها قد تكون بلهاء وتسبب الجنون لمن يعيش معها، بسبب غبائها أو طيشها أو هيافتها (على ذكر هذه الكلمة ألا تعتقد أن اسم هيفاء وهبي التي تغني بصدرها وأردافها لايق عليها؟)، وفي المقابل كثيرا ما ترفض فتاة شابا ما لأنه ليس حليوة!! وقد تسمع واحدة تبرر رفضها الاقتران برجل تقدم لخطبتها: «هو زين ومتعلم وعنده وظيفة محترمة بس مو «ستايل».. شكله مو ها القد». والسبب في كل ذلك أن وسائل الإعلام جعلت الكثيرين منا يقتنعون بأن الجمال هو كل شيء، وأن الجميلات موجودات بالكوم، فصار الواحد منا يحلم بعروس كتلك التي رآها في إعلانات المكانس الكهربائية، أو فوط أولويز الصحية، (حدثت عدة حالات طلاق في العالم العربي عندما اكتشف رجال أن زوجاتهم يضعن صور مهند التركي على شاشات هواتفهن)، وقد تصبح مذيعة تلفزيونية معينة هي «المثل الأعلى» للشبان كزوجة وللشابات كمنوذج يحتذى به في الأناقة والرشاقة، وعالم الغناء والموسيقى يشد الملايين، ولكن انتهى العصر الذي كانت فيه الموهبة هي مفتاح النجاح في دنيا الطرب، ومن ثم تجد أن كافة المطربات المعاصرات في منتهى الجمال، ورغم أن بعضهن يتمتعن بأصوات منكرة إلا أن هناك جيوشا من البلهاء الذين يستمعون للغناء بعيونهم يعتبرونهن في مصاف فيروز! وهناك مغنون ينتمون إلى الذكور من الناحية البيولوجية التشريحية صاروا ينضحون أنوثة وخنوثة! في الصين رزق رجل بطفلته الأولى وكانت على درجة مرعبة من القبح فطلب الطلاق واتهم زوجته بأنها أنجبتها من رجل آخر، لأنه وسيم وزوجته جميلة جدا، ولكن الطب أكد أنها ابنته، واتضح ان الام/ الزوجة كانت شديدة القبح وأجرت عمليات تجميل في كوريا الجنوبية بـ100 ألف دولار، ونال الرجل حكم الطلاق ومعه تعويض مالي، والشاهد: الجمال غير «الأصلي» لا ينعكس على الذرية.
وإذا كنت عزيزي القارئ قد تعرضت للتمييز لأنك لست حليوة، فعليك بنادي الـ«بروتي» في بلدة بيوبيكو في شرق إيطاليا، الذي يضم في عضويته 45 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، ويتباهى أعضاؤه بقبح أشكالهم، وفي نفس الليلة التي تجرى فيها منافسات ملكة جمال إيطاليا، يقيم النادي مسابقة صاحبة أقبح أنف أو سيقان أو عيون، والمسألة ليست مجرد دعابة بل المقصود منها تعليم الناس عدم الخجل من حالاتهم أو التشوهات التي يعانون منها، ولكن مدير ومؤسس النادي تليسفورو إياكوبيلي يقول إن عضوية النادي تتناقص كلما زادت نسبة العري في التلفزيون!! والمؤسف أن حكاية العري تلك حادثة عندنا أيضا، بل إن بعض مقدمات نشرات الأخبار يحرمننا من متابعة تلك النشرات، لأنهن يتعمدن التلاعب بنا بارتداء ملابس مزودة بنوافذ وأنظمة تهوية «تزغلل» العين،.. وقد تجد شابا يتابع نشرة أنباء وهو يهتف لها بحماس: يا سلام، في الوقت الذي تكون فيه المذيعة تتحدث عن مصرع خمسة من أعضاء حماس!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك