في إطار التطور الكبير الذي شهده الطب في مجال علاج تأخر الإنجاب، تعد تقنيات أطفال الأنابيب واحدة من أكثر التقنيات فاعلية، حيث تمثل طوق نجاة للكثير من الأزواج الذين عجزت الطرق التقليدية عن مساعدتهم في تحقيق حلم الإنجاب، «أخبار الخليج» كان لها لقاء خاص مع الدكتورة حفصة البوعركي، الرئيس الطبي لقسم أطفال الأنابيب بمستشفى الإرسالية الأمريكية، واستشارية أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب، حيث بينت أن تقنيات المساعدة على الإنجاب شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها تقنية أطفال الأنابيب (IVF) التي تمثل أحد الخيارات الرئيسية لعديد من الأزواج، حيث تسهم هذه التقنية في منح الأمل لأولئك الذين فشلت معهم الأساليب التقليدية لتحقيق الحمل.
*ما تقنية أطفال الأنابيب؟
- تعتمد تقنية أطفال الأنابيب على تخصيب البويضة بالحيوان المنوي خارج جسم المرأة، ومن ثم إعادة زرع الجنين في رحم الأم.
*كيف تعمل تقنية أطفال الأنابيب تحديداً؟
- العملية تبدأ بتحفيز المبيض لدى المرأة لإنتاج عدد من البويضات، ثم يتم سحب هذه البويضات وتخصيبها بالحيوانات المنوية من الزوج داخل مختبر متخصص. بعد ذلك، يتم متابعة نمو الأجنة واختيار أفضلها لإعادة زرعها في رحم الزوجة، وتعد هذه التقنية خطوة متقدمة يتم اللجوء إليها عادة بعد فشل العلاجات الأخرى مثل تحفيز الإباضة أو التلقيح الصناعي.
*في أي الحالات ينصح باللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب؟
- عادة ما نلجأ إلى أطفال الأنابيب لعلاج عدة مشكلات، مثل متلازمة تكيس المبايض، انسداد أو استئصال قناتي فالوب، حالات الانتباذ البطاني الرحمي، وأيضًا العقم عند الرجال الذي قد يكون ناتجاً عن ضعف أو قلة الحيوانات المنوية أو تشوهها، إلى جانب استخدامها في حالات العقم غير المبرر، حيث لا يوجد سبب واضح لعدم حدوث الحمل.
*ما الفحوصات الضرورية قبل البدء في عملية أطفال الأنابيب؟
- قبل البدء، من المهم جدًا أن يخضع الزوجان لسلسلة من الفحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية تؤثر في العملية. وتشمل هذه الفحوصات التحقق من التاريخ الطبي والعائلي، فحص المبيضين والرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية، إضافة إلى الفحص الجيني والأمراض المعدية. كما نجري فحص احتياط المبيض لدى الزوجة وتقييم الحيوانات المنوية لدى الزوج.
*ماذا عن نسب نجاح عملية أطفال الأنابيب؟ هل هناك عوامل تؤثر في هذه النسب؟
- بالتأكيد، هناك عدة عوامل تؤثر في نسب النجاح، وأهمها عمر الزوجة وجودة الحيوانات المنوية. وفي أفضل المراكز، تصل نسب النجاح إلى حوالي 40%-50% للنساء دون سن 35. ومع تقدم العمر، تقل هذه النسبة بشكل طبيعي، خاصة إذا كانت هناك مشاكل صحية أخرى تؤثر في قدرة المرأة على الإنجاب.
*هل هناك مضاعفات محتملة لعملية أطفال الأنابيب؟
- المضاعفات المحتملة نادرة ولكنها موجودة. ومن أبرزها متلازمة فرط تنشيط المبيض، التي تسبب ألمًا وتورمًا في المبيضين، وقد تترافق مع أعراض أخرى مثل ضيق التنفس. كما أن هناك أيضًا احتمالا نادرا للحمل المنتبذ، وهو حالة يلتصق فيها الجنين خارج الرحم، عادةً في قناة فالوب.
*ما الجديد في التكنولوجيا المستخدمة لتحسين نتائج أطفال الأنابيب؟
- في السنوات الأخيرة، شهدنا تطورًا في الحاضنات الذكية مثل (EmbryoScope)، التي تراقب نمو الأجنة على مدار الساعة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتساعدنا هذه الحاضنات في اختيار الأجنة الأفضل، مما يزيد من فرص النجاح ويقلل من المخاطر.
*ماذا عن الجانب النفسي والتغذية، كيف يؤثران في نجاح العملية؟
- الجانب النفسي مهم جدًا، فعملية أطفال الأنابيب مرهقة نفسيًا وبدنيًا للزوجين. ولهذا الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف التوتر والقلق. أما بالنسبة للتغذية، فهي أساسية أيضًا، حيث يجب أن تتبع المرأة نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالعناصر الضرورية مثل حمض الفوليك، الذي يقلل من خطر تشوهات الجنين. أيضًا، نوصي بتقليل استهلاك الكافيين وتجنب الأطعمة غير المطهية جيدًا أو الغنية بالزئبق مثل بعض الأسماك.
*كيف يمكن للأزواج التعامل مع التوتر والقلق خلال فترة العلاج؟
- من المهم جدًا أن يتلقى الزوجان الدعم النفسي طوال فترة العلاج. ويُنصح بالبحث عن جلسات استشارية لتقديم المشورة وتخفيف التوتر. كما أن الحفاظ على التفاؤل والإيجابية يمكن أن يساعد في التغلب على الضغط النفسي والعاطفي الذي قد يصاحب هذه الفترة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك