جنيف – (أ ف ب): أعربت الأمم المتحدة أمس الجمعة عن «ذهولها» حيال اللهجة التحريضية التي تخيم على النزاع بين إسرائيل وحزب الله، مناشدة من يتولون مراكز السلطة إنهاء «مواقفهم العدوانية». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حض هذا الأسبوع الشعب اللبناني على الانتفاضة ضد حزب الله أو المخاطرة بمصير مماثل لقطاع غزة في ظل حكم حماس.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في إحاطة صحفية من جنيف: «نحن مذهولون للغة التحريضية العارمة من قبل أطراف متعددة». أضافت «اللهجة الأخيرة التي تهدد الشعب اللبناني ككل وتدعوه إما إلى الانتفاضة ضد حزب الله وإما الى مواجهة الدمار مثل غزة، تنطوي على مخاطر أن يُفهم منها على أنها تشجع أو تقبل العنف الموجه ضد المدنيين والأهداف المدنية، في انتهاك للقانون الدولي».
كما نددت بـ«التشهير المستمر بالأمم المتحدة، وخصوصا الأونروا»، الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تغيث نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، ووصفته بأنه «غير مقبول». وقالت: «يجب أن يتوقف هذا النوع من الخطاب السام، من أي مصدر». وتشوب الخلافات منذ مدة طويلة العلاقة بين إسرائيل والأونروا، إذ تتهم الدولة العبرية الوكالة الأممية بأن بعض موظفيها شاركوا في هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وبدأت إسرائيل في 23 سبتمبر حملة قصف جوي كثيفة في لبنان تقول إنها ضد أهداف لحزب الله، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة ومركزة» عند الحدود. وأفادت الدولة العبرية الثلاثاء بتوسيع نطاق هذه العمليات لتشمل القطاع الغربي في جنوب لبنان. وأكدت شمداساني أن «أعمال القتل والتدمير، فضلا عن المواقف العدوانية من جانب أولئك الذين هم في مواقع السلطة، يجب أن تنتهي».
وحذرت المتحدثة من أن «اتساع النزاع والتصعيد التدريجي يعرضان حياة ورفاه ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء المنطقة للخطر». وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تحققت من وقوع 18 هجوما على مراكز للرعاية الصحية في لبنان منذ 17 سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 72 شخصا وإصابة 40 آخرين بين العاملين في قطاع الصحة. وبينما تسجل المنظمة مثل هذه الهجمات، إلا أنها لا تنسبها إلى أي جهة.
وذكر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن 96 مرفقا للرعاية الصحية أُجبرت على الإغلاق في جنوب لبنان. وأفادت تقارير بأن خمسة مستشفيات خرجت عن العمل بعد تعرضها لأضرار، فيما تم إخلاء أربعة مستشفيات بشكل جزئي. وأضاف ليندماير أنه مع زيادة عدد النازحين في لبنان وتقلص القدرة على الحصول على الرعاية الطبية، «نواجه وضعا يكون فيه خطر تفشي الأمراض أعلى بكثير».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك