بيروت – الوكالات: طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس الأمم المتحدة بقرار وقف إطلاق نار «فوري» في لبنان حيث دخلت إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة منذ نحو ثلاثة أسابيع، وغداة غارتين عنيفتين طالتا وسط بيروت واستهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا.
وقال ميقاتي بعد اجتماع حكومته أمس إن مجلس الوزراء قرّر «الطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب الى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه الى اتخاذ قرار لوقف تام وفوري لإطلاق النار».
وشدّد على «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن... لا سيما بشقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية».
وأكّد أنّ «القرار لا يزال صالحا»، و«حزب الله موافق أيضا».
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوات الدولية.
وأفاد مصدر حكومي لبناني وكالة فرانس برس الأربعاء أن حزب الله أبلغ السلطات اللبنانية موافقته على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في اليوم الذي قتل فيه زعيمه حسن نصر الله بغارات إسرائيلية في 27 سبتمبر.
وكان الحزب المدعوم من إيران يربط منذ سنة موافقته على وقف إطلاق نار مع إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع.
وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله المدعوم من إيران وكالة فرانس برس أمس بأنّ الغارتين اللتين نفّذتهما إسرائيل على بيروت مساء الخميس، استهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إنّ «استهداف وفيق صفا يعني الدخول في مرحلة جديدة من استهداف سياسيين» في الحزب.
وتسبّبت الغارتان الجويتان الإسرائيليتان الخميس على البسطة والنويري، وهما حيّان سكنيان مكتظّان في بيروت، بمقتل 22 شخصا وإصابة 117 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة.
ولم تعلّق إسرائيل ولا حزب الله على مصير صفا الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان ويرأس «وحدة الاتصال والتنسيق» في حزب الله.
وقام القيادي الخاضع لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، بتنسيق عمليات عدّة سابقا لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
وأصيب ابنه في انفجارات أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله والتي نُسبت إلى إسرائيل في منتصف سبتمبر.
في الصباح، كان سكان البسطة يتفقّدون الأضرار في منطقتهم، فيما الدموع تغطّي بعض الوجوه.
وقال بلال عثمان الذي كان واقفا وسط الركام، «عائلات كثيرة تعيش هنا». وتساءل «لماذا استهدفوا» المنطقة؟، مضيفا «هل يريدون أن يقولوا لنا إنّه لم يعد هناك مكان آمن في البلاد؟».
ومنذ 23 سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، وقتلت الأمين العام للحزب حسن نصر الله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان ومنع اندلاع نزاع أوسع، مؤكدا دعم واشنطن لجهود الدولة اللبنانية لفرض نفسها بمواجهة حزب الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك