زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
نزاع حول جنسية فأر
زرت مصر عدة مرات، ويتعجب كثيرون عندما أقول لهم إنه لم يسبق لي زيارة الأهرامات و«أبو الهول»، متعللا بأنني رأيتها عديد المرات على شاشات السينما والتلفزيون، وأعرف عنها الكثير بسبب التاريخ المشترك بين بلادي ومصر، وحقيقة الأمر هي أنني وكلما زرت مصر أهتم بالتواصل مع أصدقائي فيها، وتنسيني متعة مجالستهم أمر الأهرامات وغيرها، ويعجبني في الشعب المصري القدرة على انتزاع الابتسامة من بين فكّي الألم والحزن، وكان من أبلغ وأطرف ما سمعت تعقيبا على تبرئة حسني مبارك ومساعديه من جميع التهم: يا عمي القضاء المصري لبس في سيدنا يوسف تهمة التحرش وحكم عليه بالسجن عشر سنوات!! جات على مبارك، فاستعادت ذاكرتي حكاية الفأر الذي تم اكتشافه قبل سنوات في طائرة سعودية كانت منطلقة من مطار القاهرة إلى جدة، فساد فيها هرج ومرج استوجب تأخير انطلاق الرحلة، وطالبت الخطوط الجوية السعودية بتعويض مالي كبير، نظير الخسائر التي تكبدتها بسبب التأخير، فقال مدير مطار القاهرة إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هذا الفأر مصريًّا. وبالتالي فإن مطار القاهرة غير مسؤول عن الخسائر التي سببها الفأر للخطوط السعودية، وكان بذلك يعني أن الفأر أتى أصلا من السعودية وشاءت الأقدار أن يدخل كابينة الركاب بينما الطائرة جاثمة في مطار القاهرة ومن جانبه أكد الدكتور سامي البساطي، رئيس الجمعية المصرية لعلم الحيوان، أنه لتحديد الجهة المسؤولة عن الخسائر لابد من تحديد جنسية الفأر، من خلال معرفة السلالة التي ينتمي إليها، لأن لفئران كل بلد خصائص معينة، وقال البساطي: من المحتمل أن يكون الفأر غير مصري، ومن المحتمل جدا أنه كان موجوداً على الطائرة منذ 15 يوما دون أن يكتشفه أحد، ولمعرفة ذلك يمكن فحص الفأر من خلال المواصفات البيئية التي اكتسبها من البيئة التي كان يعيش فيها قبل ركوبه الطائرة من دون تذكرة، وكان الفأر قد أثار الذعر على الطائرة السعودية قبل إقلاعها بربع ساعة، عندما صرخت راكبة بعد أن اكتشفت أن فأرا يسير على جسد ابنها، مما تسبب في إلغاء رحلتها وعلى متنها 368 راكباً، وحدوث خسائر للشركة بلغت نحو 3 ملايين جنيه، لأن شركة الطيران السعودية أتت بطائرة بديلة لنقل الركاب، لرفضهم الطائرة أم فئران برغم التطمينات التي قُدِمت لهم بأنه تم تفتيشها والتأكد من أنه لا يوجد أقارب لذلك الفأر عليها.
وفتح الحادث شهية المصريين للتريقة، فجاؤوا بالتعليقات التالية: «حتى الفيران عايزة تهاجر وتسيب البلد.. يا جماعة، الفار مصري ابن مصري وفكر يسافر يلقط رزقه في السعودية، الله يعينه، عنده أسرة وعيال مش لاقي يأكلهم .. يا جماعة أنا اللي عرفتو عن الفار ده إنه أبوه سعودي وأمه مصرية! دا أكيد مش مصري لأن الفار المصري لما يكون صايع قوي يا دوب يطلع ماسورة مجاري.. أهم حاجة أوراق الفار سليمة وللا لا؟.. مش يمكن الفار ده كان بيفكر يسافر على إيطاليا بس خاف يموت والمفتي يقول عليه مش شهيد فقال اركب طيارة أحسن وأسافر على بلد عربي وربنا يفتحها في وشي.. يا بخت الفار ده، والله العظيم أنا بحسده إنه فكر يسافر السعودية بس كان من الأفضل إنه يسافر أوروبا. حتى الفئران عايزه تهاجر جتنا نيلة في حظنا الهباب! والنبي لو تعرف يا سيد فار تجيب لي عقد عمل ينوبك ثواب. صعب نحدد جنسيته وأنا رأيي يسيبوه لغاية ماتش مصر مع السعودية.. ويقولوا له يومها إن مصر كسبت ونشوف رد فعله.. لو فرح يبقى مصري.. ولو اتضايق يبقى برضه مصري بس نفسه المدرب يمشي. وساهم سعودي في المسألة بالاقتراح التالي: أنا أقول يا جماعة نحط له صحن كبسة وصحن فول، ووين ما ياكل نعرف إنه مصري وللا سعودي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك