تصوير - رضا جميل
افتتحت السفارة الإيطالية معرض الصور الفوتوغرافية للمصورة الإيطالية، مارغريتا فيردي السبت (12 أكتوبر 2024) بمعرض آرت كونسبت.
اختارت المصورة الإيطالية، مارغريتا فيردي العديد من المواقع الدينية من مختلف الأديان السماوية في مدن أوروبية، لتبرز الروحانية التي تتمتع بها تلك الأماكن المقدسة.
وقال السفير الإيطالي في البحرين، أندريا كاتالانو «استخدمت المصورة آلة تصوير كلاسيكية لتصوير صور احترافية بامتياز من مواقع متفرقة في مدن أوروبية وعربية مثل المغرب وإسبانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية والتي تعكس العديد من الثقافات».
تتحدى صور مارغريتا فيردي مفهوم الكمال التقني عبر تحويل التركيز إلى الحركة التي تنبعث من داخل الصورة. تستحضر الأماكن النابضة بالطاقة شعورا داخليا يدفع المرء الى استكشاف الحركة في المشاهد، خاصة داخل المباني الدينية التي زارتها الفنانة في أنحاء أوروبا. تهدف هذه التصميمات إلى تجسيد تجربة المكان المقدس بصورة ملموسة.
تشير الأشكال الغامضة في العمارة المتنوعة إلى هذه المباني. هي ليست مجرد هياكل جامدة، بل مساحات تحمل رسائل عميقة مرتبطة بالحجر وروح كل مكان على انفراد. تبدو أعمال فيردي وكأنها تطرح فرضية أن الروح يمكنها التواصل مع أرواح أخرى غير مرئية داخل هذه المساحات المقدسة. يسعى المعرض إلى تقديم رؤية تأملية تفكك طاقة هذه الأماكن التي تعتبر وسيطا بين عالمين، حيث تسهم في تسهيل التواصل بينهما. يمكن اعتبار هذه البيئات «منازل للطاقة» وهي فكرة مشتركة بين العديد من الثقافات التي تفسر الفضاء المقدس كمكان نابض بالحياة. إنها مساحات ديناميكية تعزز العلاقة الحميمة بين الإنسان والإله، وبين الذات العميقة والمطلق.
بالنسبة لمارغريتا، تصبح المساحة المقدسة مكان تلتقي فيه الروح بالتساؤلات الجديدة، باحثة عن الإجابات ومتصلة بالمطلق. الصور التي تلتقطها فيردي تعبر عن هذا التنوع الروحي عبر الزمان عبر ألوان وإضاءات حية تجعل الصورة تكاد تنبض بالحياة. رغم ذلك، فإن التركيز غير الواضح للصورة يعكس مرور الزمن ويعرقل الوصول إلى الكمال. تعيد تفاصيل المباني الطابع التاريخي للمساحات المقدسة، وتبرز الارتباط العميق بين هذه الأماكن وهويات المجتمعات التي انشأتها مما يبرز الطابع العالمي لما هو مقدس.
تدعو فيردي إلى التخلي عن الثبات واليقين معتمدة على عدم استقرار اللقطات الذي يكشف عن هشاشة عميقة ومؤثرة أمام هذه الصور المتأرجحة، تظهر مجموعة أخرى من الرموز الحساسة التي تدعو إلى مزيد من التأمل العميق. قد تكشف هذه السلسلة عن معان خفية تتجاوز مجرد الشكل المعماري وتخلق تجربة لقاء روحي يمزج بين التوقعات الواقعية والرمزية. وهكذا تتحول هذه الأماكن إلى مساحات للحوار الروحي والحرية تحت ضوء قزحي يتغير باستمرار.
تلتقط زاوية الرؤية قلب المبنى ما يدعو المشاهد الى النظر نحو مصدر الضوء الذي يستقبل الزوار. يسهم هذا في تحديد المبنى كمدينة على جبل يمكن الوصول إليها عبر رحلة جسدية وروحية. تمثل المدينة نقطة التقاء لأرواح متعددة ومكانا للتبادل المجتمعي، في حين أن الجبال المحيطة تشير إلى الرحلة الفردية التي يقوم بها الإنسان، والتي يعود منها متغيرا بشكل جذري. من هنا، تتحول المساحة المقدسة إلى مركز للعالم يحتضن الاحتفالات والعادات المرتبطة بالتطور الشخصي والجماعي.
تتيح رؤية مارغريتا الروحانية إلى المواقع المقدسة رؤية مواقع الحياة العامة أماكن مقدسة للعلاقات أيضا، فهي تربط الذات بالعالم وما هو أبعد منه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك