دمشق - (أ ف ب): وصلت أمس الأحد طائرة إيرانية محملة بمساعدات إلى مطار اللاذقية في غرب سوريا، مخصّصة لدعم الفارين من الغارات الإسرائيلية في لبنان المجاور، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، في شحنة هي الثالثة منذ بدء تدفق عشرات الآلاف عبر الحدود قبل نحو ثلاثة أسابيع. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية سانا: «وصلت اليوم إلى مطار اللاذقية الدولي طائرة محملة بمساعدات إيرانية في إطار الجهود الإنسانية لدعم ومساعدة الوافدين من لبنان إلى سوريا جراء العدوان الإسرائيلي».
وتشمل المساعدات مواد غذائية وإغاثية وطبية. وتمّ افراغ الحمولة «بالتعاون» مع القوات الروسية العاملة في قاعدة حميميم، وفق سانا. وأظهرت صور نشرتها الوكالة قوات عسكرية روسية تشرف على عملية تفريغ الحمولة. وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن حمولة الطائرة شملت «أكثر من ستين ألف صندوق يضم مصابيح كهربائية ومعدات للطبخ، ومواد غذائية معلبة إضافة إلى نحو 300 خيمة ومستلزمات طبية».
ودفع التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان منذ 23 سبتمبر أكثر من 400 ألف شخص، العدد الاكبر منهم سوريون، إلى عبور الحدود نحو سوريا. وهي المرة الثانية خلال أقل من عشرين عاما التي يضطر سكان في لبنان إلى اللجوء الى سوريا هربا من نزاع دام. فخلال حرب يوليو 2006 بين اسرائيل وحزب الله التي استمرت 33 يوما هرب قرابة 250 ألفا من لبنان الى سوريا، وفق الأمم المتحدة، غادر نحو 70 ألفا منهم إلى بلد ثالث، بينما بقي 180 ألفا مع عائلات مضيفة أو في مراكز إيواء عامة.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 لجأ مئات الآلاف من السوريين الى لبنان، حيث تقول السلطات إن عددهم تجاوز المليوني شخص. وشهدت سوريا في السنوات الأخيرة تراجعا في وتيرة المعارك بين القوات الحكومية ومجموعات معارضة، لكنّها غارقة في أزمات اقتصادية ومعيشية. وتعتبر شريحة واسعة من اللبنانيين أن النازحين السوريين يشكلون عبئا على الاقتصاد وتطالب بعودتهم الى بلادهم.
وأدت غارة إسرائيلية استهدفت منطقة المصنع في شرق لبنان الحدودية مع سوريا في 4 اكتوبر الى قطع الطريق الدولية بين البلدين. وجاء استهداف المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين غداة اتهام الجيش الإسرائيلي حزب الله بنقل «وسائل قتالية حساسة» عبره لاستخدامها في جنوب لبنان، محذرا من أن الجيش الإسرائيلي «لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك إذا اضطر إلى ذلك على غرار ما قام به طوال هذه الحرب».
وقصفت إسرائيل مرارا في الأيام الأخيرة مواقع في الجانب السوري من المعبر، واستهدفت غارة جوية اسرائيلية في 3 اكتوبر طريقا يصل بين شرق لبنان ومنطقة حمص في وسط سوريا، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ مطلع الشهر الحالي استهدفت ثلاث غارات إسرائيلية منطقة المزة في دمشق، أدت إحداها إلى مقتل سبعة مدنيين بحسب وزارة الدفاع السورية، بينما قال المرصد من جهته إن القصف أودى بحياة تسعة مدنيين، وأربعة آخرين بينهم «اثنان من حزب الله اللبناني».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك