الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جائزة محفوظة الزياني .. والهوية الوطنية
منذ أيام تم تدشين جائزة محفوظة الزياني للعمل الإنساني.. ومعروف إن الفاضلة «أم خالد» من النساء البحرينيات الرائدات، ولها بصمات واضحة وإسهامات خالدة في الوطن، وقضت أكثر من 70 عاما في مجال العمل التطوعي، الوطني والإنساني، وهي من عائلة كريمة ذات أيادٍ بيضاء وأعمال خيرية في المجتمع.
السيدة الفاضلة محفوظة الزياني أطال الله في عمرها، هي أرملة المرحوم الوجيه راشد بن عبدالرحمن الزياني، وأبناؤها «خالد، وحامد، وزايد»، وسبق وأن دشنت عائلة الزياني الكريمة، «مبرة مؤسسة راشد عبدالرحمن الزياني الخيرية» في مايو 2009، وتأتي هذه الجائزة اليوم استكمالا لمسيرة الخير والعطاء وخدمة الوطن والمجتمع، وتعزيزا للشراكة المجتمعية والمسؤولية الاجتماعية، ونموذجا حيا لدور العائلات الكريمة في مملكة البحرين.
واحدة من أهم وأبرز أهداف وغايات الجائزة كما أتصور.. أنها تعكس الجهود الكريمة في إبراز الهوية الوطنية في المجتمع البحريني، باعتبار أن العمل الخيري والتطوعي من مرتكزات المجتمع البحريني وهويته وخصوصيته، وهو ذات الموضوع الذي أكده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في الخطاب الملكي السامي خلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس، يوم الأحد الماضي، بجانب حرص واهتمام الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بالإضافة إلى الجهود التي تقوم بها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، بإشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب.
ومن منطلق التوجيه الملكي السامي بشأن تنفيذ دراسة متكاملة لقياس الجاهزية في تأصيل الهوية البحرينية، أتمنى أن يكون للعمل الإنساني والخيري والتطوعي جزءا من الدراسة، لأن العمل الإنساني ورواده كذلك جزء من الهوية الوطنية.
في حفل تدشين الجائزة، استوقفني حديث السيد زايد راشد الزياني حينما أشار إلى: «أن هذه الجائزة والتي تحمل اسما غاليا علينا جميعاً جسّد روح العمل الوطني على أكثر من 70 عاماً، آملين أن تكون محفزاً للأجيال القادمة».. فجميل أن يبادر الأبناء بتكريم الأمهات الغاليات، من خلال مشروع خيري ووطني، يعود بالنفع والخير على المجتمع، ويركز على قيم ومبادئ العمل التطوعي.. وأتصور أن هذه الرغبة الطيبة من الأبناء تجاه الأم، تعكس التربية الحسنة الصالحة، والبر بالوالدين.
اللافت في الأمر كذلك، أن لجنة التحكيم للجائزة تضم عددا من أفراد عائلة الزياني بالإضافة إلى أعضاء متخصصين وخبراء في مجال العمل الخيري والإنساني مثل الدكتور مصطفى السيد «سفير الدبلوماسية الإنسانية»، مما يعزز من ثقل وثقة ومصداقية وقيمة الجائزة، وسوف تمنح جوائز مالية للفائزين.
جائزة الغالية «أم خالد» السيدة محفوظة الزياني ستسهم في تشجيع الشباب والطلبة نحو العمل التطوعي، والتنافس بين العاملين في مجال العمل الخيري لخدمة المجتمع، وغرس مفاهيم متطورة وعصرية في العمل الخيري، النابع من القيم الإسلامية والثوابت الوطنية.. وربما كان رسالة جميلة حرصت عليها الغالية «أم خالد» لتقول للجميع إن الحياة الكريمة والسعادة والأسرة، لا تتعارض مع حب الوطن، والعمل الخيري التطوعي، وخدمة المجتمع، ورد الجميل والوفاء الكريم لهذا الوطن الغالي، وإن كل شخص بإمكانه أن يقدم لوطنه.. أيا كان موقعه وعمره ومكانه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك