مسرنم في الضباب
1
يسير المرء مسرنما في الضباب؛ يشعر أنه عبء ثقيل على نفسه ومن حوله؛ متطفل كبير على أمواج الحياة.
القلب عبء على الجسد، والجسد عبء على الروح.
السؤال عبء، الحديث عبء، التعبير عبء، وإثقال قلب الآخرين بهذا العبء ذنب كبير.
كل شيء يتقزم أمام عتبات الواقع المرير، وكل ألم مباغت يفقده الجليد المرادف والسياط.
لا جدوى من التأوه والاحتجاج وبث اللواعج..
لا جدوى من التمسك بشيء ما دام مستندا إلى الزيف والريح.
وأمام قلة قليلة صادقة تحاول عرقلة انطفائه، سيرى المرء نفسه عبئًا على كل شيء؛ فيدفع
الجميع بعيداً بذرائع منطقية للغاية.
يؤثر ارتداء قناع البهجة والعافية على تحمل وزر البوح بهكذا عبء، ولن يكتشف أحد أنه ممثل جيد ما دام يرتمي في الصمت والعزلة التي يدرك أنها أمام ثقل هذا الشعور خيار ناجع للتعافي فلا شأن ولا ذنب للآخرين فيما يكابد من عناء.
لكن رغم كل شيء لقد رمم الزمن حطامه وها هو ينهض وفاء بوعد بالحلم والحياة.
2
لا منجى سواك
ها أنت مغمور بالتجارب والألم؛ ربما يسألك الزمن: هل كان قلبك بحاجة فعلا إلى التعري أمام أحكام الآخرين؟
وماذا جنيت من البوح أمام من صنف أوجاعك جلسة سينمائية ممتعة؟ مثيرة ربما للسخرية أو الشفقة.
تؤمن أخيرا بأن لا منجى إزاء معارك الحياة سواك، وكم أن ذلك الألم الذي صنعك طوبة مقدس؛ فعليه لزاما التعري فقط أمام قلوب نقية بالحب تسندك بصدق وتشل تداعيك في العتمة الأبدية.
وها أنت تعود إلى الحياة.. لا من حيث القبر.. لا من حيث السماء، بكاهل مثقل بالتحدي متكئا على الصمت؛ عتادك العتيد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك