كتبت - زينب إسماعيل
قال نبيل أجور، أحد أقدم تجار سوق المنامة، والذي عاش في وسط المدينة وسوقها عن سوق المنامة الذي يعتبر من أقدم وأشهر الأسواق التجارية ومركز تجاري لأهل البحرين ودول الخليج العربي.
وتطرق أجور – خلال محاضرة أقيمت مؤخرا بجمعية تاريخ وآثار البحرين – إلى الأسواق التي تتفرع في أزقة سوق المنامة والتي تضم بضائع متخصصة، مثل سوق الطواويش أو اللؤلؤ والذهب والأقمشة أو البز والخياطة وحاجيات المنزل والحلوى والتناكة والصفافير والحدادة والمقاصيص والخضار واللحم والسمك والغنم والحمير والفحم والتتن. إلى جانب سوق الأربعاء والجص والنورة.
سوق الطواويش
واستذكر أجور سوق الطواويش، وهو عصب السوق القديم وأهمها بالنسبة الى البحرين ومنطقة الخليج العربي، ويقع خلف شارع باب البحرين القديم المغطى، ومقره ليس هو ذاته موقع شارع باب البحرين الحالي.
كان مركز لتجمع تجار اللؤلؤ وعقد صفقات البيع والشراء من بعد انتهاء موسم الصيد «القفالة»، من بعد سوق الطواويش في مدينة المحرق. كان التجار يعرضون اللؤلؤ في محلاتهم المرتفعة عن سطح الأرض، والتي تبنى في داخلها «الدجة»، موقع تم بناؤه باستخدام مواد البناء ومخصص للجلوس. تغلف «الدجة» بالحصير، وبالقرب منها تخصص مساحة للأحذية والنعال.
تفرش المحلات بالسجاد الإيراني الفاخر، وتوزع فيها المفارش والمطارح المخصصة للجلوس. وفي وسطها طاولة غطيت بالقماش الأحمر الفاخر «الجوخ»، وتخصص لوضع «مشاخيل» فحص اللؤلؤ.
زار سوق الطواويش هذا في عام 1911 تاجر المجوهرات واللؤلؤ الفرنسي، جاك كارتييه بدعوة من التاجر النجدي مجبل الذكير، وفقا لنبيل أجور.
في سكة «البونيان»، بحسب ما يطلق عليها محليا، أو ما يعرف بالتجار الهنود الهندوس، يقع معبد كريشنا الذي تم بناؤه قبل نحو 200 سنة من قبل أحد التجار الهنود، وتسلمته عائلة موكيا الهندية، التي كانت تمتلك محلا في سوق المنامة.
وفي السكة يقع سوق «الدوبية» كما يطلق عليه محليا، نسبة إلى المشتغلين في مهنة غسل وكي الملابس. يضم محلات صغيرة تتوزع في أزقة ضيقة، ويقوم المشتغلون في المهنة بغسل الملابس في عين قصاري ثم نقلها لكيها في تلك المحلات.
وفي نفس السكة أيضا، يقع سوق الذهب عيار 22 قيراطا، تباع فيه النقشات الهندية فقط، وهو مقصد للهنود المقيمين في البحرين.
أما سوق الذهب الأكثر ازدهارا، فكان يقع في شارع الشيخ عبدالله، ويتم بيع القطع الذهبية من عيار 18 و21 قيراطا، تنقش بالنقوش البحرينية والخليجية، ويستقطب البحرينيين والخليجيين، حيث كان يكتظ بالمشترين.
في سكة اليهود، يقع سوق الأقمشة أو البز، الذي يتفرق ما بين شارع المتنبي وشارع الشيخ عبدالله وشارع الحضرمي، وفيه تجار يهود عراقيون أو هنود أو عرب او بحرينيون يبيعون الأقمشة المستوردة الهندية المخصصة للسيدات والرجال.
ويعمل «التناكة» في سوقهم، الحرفة التقليدية التي تستخدم التنك، مَعدِن أَبيض من الحَديد الممزوج بالقَصدير، في تصنيع أغطية القدور وحاويات حفظ الأرز والمناقل وخزانات الماء وأدوات تحريك الطعام. وبجانبهم يقوم الصفارة بتصفير الأواني المطبخية النحاسية عندما يعتريها الصدأ، وهو سوق ينشط بكثرة قبل شهر رمضان المبارك.
ويتخذ سوق المقاصيص – يقع في شارع صعصعة بالقرب من معبد اليهود – من فكرة الحاجة منفعة له، حيث يقوم صاحب البيت ببيع كل ما لا يحتاج اليه خلال وقت العوز المادي من ساعات او مسابيح او سجاد منزلي أو قطع أثاث، ليقوم بمبلغها بشراء حاجياته الضرورية. وكان سوق يتردد عليه الأجانب لاقتناء قطع الأنتيك، وفكرته مقتبسة من سوق هندي مماثل.
أما سوق الحدادة المكشوف، فيشتغل الصناع فيه بصناعة المواد الحديدية المستخدمة في عمليات بناء المنازل والأبنية، ويقوم الحرفيون بصهر الحديد وإعادة تشكيله وفقا لاستخداماته وبواسطة أدوات خاصة.
وفي كل يوم أربعاء تجتمع النسوة البحرينيات في سوقهن لبيع منتجاتهن المنزلية من قطع مخاطة أو أدوات تجميلية، تلتقي أولئك النسوة بسبب الحاجة، وتبيع منتجاتهن بدءا من الصباح حتى وقت الظهر، قبيل عودتهن الى منازلهم.
ويقوم المزارعون المحليون ببيع منتجاتهم في سوق الخضار اليومية بدءا من وقت الصباح، حيث الخضار الطازجة تقتنى مباشرةً بعد حصادها.
وفي آخر وقت التبضع، وبعد تبضع حاجيات ثقيلة ولا يمكن حملها من قبل صاحب البيت، يقوم الأخير بالاتجاه إلى سوق الحمير لاستئجار حمار ينقل حاجياته إلى موقع منزله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك