نعت حركة حماس أمس رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي أعلنت إسرائيل قتله يوم الخميس في عملية في قطاع غزة، مؤكدة أن ذلك سيزيدها «قوة وصلابة».
وقال عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية في كلمة متلفزة: «ننعى القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنوار» الذي قُتل «مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف».
وأضاف أن قتل السنوار «وكل القادة ورموز الحركة الذين سبقوه... لن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصرارا على المضي في دربهم».
من جانبها، نعت كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة السنوار. وأكدت في بيان أن «مسيرة الجهاد لن تتوقّف» حتى «تحرير فلسطين»، معتبرة أن إسرائيل تخطئ إن ظنّت أنها «باغتيال قادة المقاومة... ستدفعها الى التراجع».
ويتّهم جيش وسلطات الاحتلال الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخطّطين لهجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي.
وقاد يحيى السنوار (61 عاما) الحركة الإسلامية الفلسطينية في غزة منذ عام 2017، قبل أن يتم تعيينه رئيسا لمكتبها السياسي مطلع أغسطس خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو في هجوم نسب إلى إسرائيل.
وردّت حركة حماس أمس على موجة الدعوات الدولية التي أعقبت مقتل السنوار، للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ هجوم «طوفان الأقصى».
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم مازال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وصرّح الحية: «نقول للمتباكين على أسرى الاحتلال لدى المقاومة إن هؤلاء الأسرى لن يعودوا إليكم إلا بوقف العدوان على شعبنا في غزة والانسحاب الكامل منها وخروج الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال».
وكانت دول غربية من بينها المانيا وفرنسا قد دعت الى الإفراج عن الرهائن بعد مقتل السنوار.
وختم الحية: «إننا ماضون في نهج حماس وروح طوفان الأقصى ستبقى جذوتها متقدة تنبض بالحياة في نفوس أبناء شعبنا».
ولاحقا، نعت حماس قائد كتيبة تل السلطان في رفح محمود حمدان، مشيرة إلى أنه قُتل مع السنوار.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الخميس أنه قتل في المنطقة نفسها ثلاثة مقاتلين بينهم السنوار.
وأثار إعلان مقتل السنوار ردود فعل.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن السنوار كان العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة، وإن مقتله يحدث «نقطة تحول» من شأنها تسريع محادثات إنهاء الحرب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس إن الولايات المتحدة دعت إسرائيل وحركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية إلى اغتنام فرص التغيير بعد مقتل السنوار.
وقال أوستن حين سئل عن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال: «سنرى كيف تتطور الأمور». وأضاف: «لكن من الواضح أن هناك فرصا لتغيير الاتجاه، ونأمل أن تستغل الأطراف هذا، سواء في لبنان أو في غزة».
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان عقب إعلان اغتيال السنوار إن رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تناول خلاله آخر المستجدات بشأن جهود الوساطة المشتركة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وفي طهران اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن السنوار سيظل «مصدر إلهام» للقتال ضد إسرائيل في الشرق الأوسط. من جانبه أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن «المقاومة» الفلسطينية لن «تتوقف» باغتيال زعيم حركة حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك