«تسوي خير تلقى شر» تطبيقا لهذا المثل وجد شاب بحريني نفسه متهما في واقعة سرقة بعد أن كان في طريقه مستقلا دراجته النارية وطلب منه أحد الجيران إيصاله إلى أول الشارع وأثناء ما كانا في الطريق طلب منه الأخير التوقف لحظات وقام برفع بعض قطع الألومنيوم من أمام أحد المنازل حتى حضر أحد الأشخاص وقام بتصويره وهو يسرق الألومنيوم رفقة قائد الدراجة الذي انتهى به الحال أمام المحكمة بتهمة الاشتراك في السرقة، إلا أن المحكمة حكمت ببراءته بعد أن تشككت في علمه بالواقعة.
وقال المحامي الدكتور محمد الكوهجي إن موكله، أسندت إليه النيابة أنه شرع وآخر في السرقة وقد خاب آثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهما فيه وهو اكتشافهما قبل إتمام الجريمة، مشيرا إلى أن موكله يمتلك دراجة نارية، وشاهده المتهم الأول حال قدومه بالدراجة النارية فطلب منه توصيله إلى أحد الأماكن فقام موكله بنقله على الدراجة وأنزله إلى أول الطريق وتلاحظ لموكله قيام المتهم الأول بجمع بعض قطع الألومنيوم الملقاة في الطريق العام والمتسخة، وبعدها بلحظات فوجئ بقدوم شخص يصورهما واكتشف أنه تورط مع المتهم الأول في واقعة سرقة.
حيث دفع الكوهجي بانتفاء أركان الجريمة كون التحريات لم تتوصل إلى أية معلومات تفيد ارتكاب موكله الواقعة، وعدم وجود ثمة بصمات على قطع الألومنيوم لموكله كما أن المتهم الأول قرر أنه هو من قام بمحاولة أخذ قطع الألومنيوم، كما دفع بعدم معقولية الواقعة.
من جانبها قالت المحكمة إن المتهم تمسك في أقواله إن دوره فقط كان إيصال جاره المتهم الأول ولم يكن يعلم بالواقعة وأنه يعمل مخلص معاملات وكان في طريقه لتسلم ابنه من الحضانة، كما أشارت أن المتهم الأول أقر أن دور المتهم الثاني كان فقط إيصاله ولا علاقة له بالواقعة وأنه من أبصر قطع الألومنيوم أمام أحد المنازل فقرر أخذها كونه يعمل في السكراب.
حيث أكدت المحكمة أن الواقعة أحاطها الشك والريب ولم تطمئن المحكمة لإدانة المتهم الثاني كون أن دوره كان فقط إيصال المتهم الأول بعد أن شاهده في الطريق وطلب منه مساعدته وإيصاله إلى أول الطريق، وهو ما يثبت عدم علاقة المتهم الثاني بالواقعة أو اتفاقه على ارتكابه، الأمر الذي يتعين معه المحكمة بالقضاء ببراءته، حيث قضت المحكمة بحبس المتهم الأول ثلاثة أشهر وبراءة المتهم الثاني مما نسب إليه من اتهام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك