أربيل - (أ ف ب): أدلى الناخبون في إقليم كردستان بشمال العراق بأصواتهم أمس الأحد لانتخاب برلمان جديد، وسط مناخ من السأم وفي ظلّ هيمنة حزبَين رئيسيين يتنافسان منذ عقود على السلطة. وفتحت مراكز الاقتراع الـ1266 الساعة السابعة صباحا (04:00 بتوقيت جرينتش)، على أن تُغلق عند السادسة مساء (15:00 بتوقيت جرينتش) بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
وبلغت نسبة المشاركة 31% حتى الساعة 12:00 (09:00 بتوقيت جرينتش)، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي أشارت إلى أن النتائج النهائية ستصدر بعد 24 ساعة من إغلاق الصناديق. ويبلغ عدد الناخبين المسجّلين للتصويت في الدوائر الأربع في انتخابات الإقليم المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991م 2,9 مليون ناخب تقريبا، بحسب المفوضية. وهم مدعوّون لانتخاب مائة عضو في البرلمان ما لا يقلّ عن 30% منهم نساء.
ويشهد كردستان العراق منذ عقود تنافسا على السلطة بين حزبين أساسيين وعائلتيهما هما الحزب الديمقراطي الكردستاني وأسرة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني وأسرة طالباني. وعلى الرغم من تعبئة كثيفة قام بها الحزبان اللذان عقدا تجمعات انتخابية كثيرة لحشد قواعدهما الانتخابية في الأسابيع الأخيرة، أشار خبراء إلى خيبة من الطبقة السياسية في ظلّ وضع اقتصادي صعب وبعد تأجيل أربع مرات للانتخابات التي كانت مقررة في الأساس لخريف 2022 بسبب خلافات سياسية.
وفي أربيل عاصمة الإقليم، طالبت المدرّسة هاوجين الثلاثينية «الحكومة المقبلة بمنع الفساد وتنفيذ المزيد من الإصلاحات ومساعدة الشباب». من جهتها، أعربت ربة المنزل هوري محمد (66 عاما) التي صوّتت للحزب الديمقراطي الكردستاني عن أملها «أن تلتفت الحكومة المقبلة للشريحة الفقيرة لأن شعبنا بأغلبه إمكانياته محدودة» وهؤلاء «هم الداعمون الدائمون للحكومة» تقليديا. ويقدّم الإقليم وهو حليف الولايات المتحدة والأوروبيين نفسه على أنه واحة استقرار جاذبة للاستثمارات الأجنبية في العراق. لكن ناشطين ومعارضين يدينون مشاكل تعانيها كذلك بقية أنحاء العراق، أبرزها الفساد وقمع الأصوات المعارضة وزبائنية تمارسها الأحزاب الحاكمة.
في السليمانية، طالبت الشابة تلار برهان (22 عاما) التي تعمل في شركة تصميم داخلي «السياسيين بأن يتّحدوا من أجل معالجة المشاكل (...) أبرزها صرف رواتب الموظفين في وقتها شهريا وبناء مشاريع خدمية لمواطني كردستان». ومن شأن التصويت المناهض للحزبين التقليديين، أن يعود بالنفع على أحزاب صغيرة جديدة نسبيا ومعارضة مثل «تيار الموقف الوطني» و«الجيل الجديد» وحزب «جبهة الشعب» برئاسة لاهور الشيخ جنكي الذي انفصل عن الاتحاد الوطني الكردستاني.
وقال المرشّح عن لائحة حزب «تيار الموقف الوطني» هيوا هادي (44 عاما) الأحد لفرانس برس: «نرى الناس غير راضين وغاضبين بسبب ارتفاع الأسعار والضرائب والرسوم ونقص الكهرباء والمياه ومشاكل الرواتب». وقال المحلل السياسي شيفان فاضل مؤخرا لوكالة فرانس برس إن «الناس لا يبدون متحمّسين»، مضيفا أن «الخيبة من السياسة بشكل عام آخذة في الازدياد». وعزا طالب الدكتوراه في جامعة بوسطن ذلك إلى «تدهور الظروف المعيشية للناس خلال العقد الماضي»، متحدثا كذلك عن التأخير في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والبالغ عددهم نحو 1,2 مليون، وهي أموال تشكّل «مصدر دخل رئيسيا للأسر».
ويعود هذا الملف الشائك إلى الواجهة بانتظام ويعكس التوترات بين بغداد وأربيل إذ يحمّل كل طرف الآخر مسؤولية تأخير دفع رواتب الموظفين الحكوميين. وتوقّع فاضل أن يؤدي تشكيل أربع دوائر انتخابية «إلى إعادة توزيع للأصوات والمقاعد في البرلمان المقبل»، معتبرا مع ذلك أن الحزب الديمقراطي الكردستاني «قد يحافظ على الغالبية بفضل انضباطه الداخلي وتماسكه».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك