غالبا ما تشعر مريضات سرطان الثدي بالقلق حول كيفية استئناف حياتهن اليومية والتأقلم مع التغيرات التي حدثت في مظهرهن بعد العملية الجراحية، وهنا يكون لجراح التجميل والترميم دور مهم. في المقال التالي يوضح الدكتور علي الحواج اختصاصي جراحة التجميل والترميم بعض الحقائق عن ترميم الثدي.
تعد عملية ترميم الثدي (إعادة بناء الثدي) جزءًا من خطة مسبقة لعلاج متكامل يشمل تخصصات متعددة multidisciplinary approach).)
الجدير بالذكر، أن الخيار النهائي لعملية الترميم يتم الاتفاق عليه بدقة ليناسب المريضة والحالة المرضية.. حيث إنه كما ذكرت في مقال سابق لا يوجد «حل واحد مناسب للجميع».
فالهدف الرئيسي كوننا جراحي تجميل هو جعلك على اطلاع بكل الخيارات المتاحة، حتى تتمكني من اتخاذ القرار الأنسب لك. وهنا يكمن دورنا كجراحي ترميم الثدي، في مساعدتك للحصول على نتيجة تشعرك بالرضا والسكون بذاتك وجسدك، بالإضافة الى تجديد ثقتك بنفسك وحياتك الاجتماعية، فلا تشعرين بتغيير في نوعية حياتك قبل سرطان الثدي.
مع ملاحظة اختلاف الرأي والأولويات لكل امرأة. فعلى سبيل المثال قد يقول البعض: «ان الاصابة بسرطان الثدي، لم تنتزع مني جزءًا، بل قد أضافت فرصة لأحصل على ثديين بحجم مختلف أكبر أو ربما أصغر بعد استئصال الثدي»، أما قد يختلف البعض وخاصة كبار السن ويفضلن التخلص من المرض دون المبالغة أو المبالاة في الشكل كثيرًا). قد يرغبن أخريات بالشعور بأنهن طبيعيات مرة أخرى، ولا يردن الخضوع لمزيد من العمليات الجراحية -فهن سعداء فقط لأنهن على قيد الحياة. تختلف الآراء والخيارات ونحن هنا لنساعد في طرحها ومساعدتكن في اختيار الأنسب.
وفي اعتقادي أنه لشرف كبير وجودنا كجراحي تجميل وكجزء من هذه المنظومة العلاجية للمتأثرات بسرطان الثدي، وخصوصًا أن دورنا يتضمن تخفيف تبعات الاستئصال النفسية بالإضافة إلى تحسين نوعية الحياة للنساء المتأثرات بالمرض من نواحي عديدة.
وعلى الرغم من التطورات المتجددة في علاج سرطان الثدي نرى في وقتنا الحالي أن أقل من نصف النساء اللاتي خضعن لعملية استئصال الثدي يُعرض عليهن خيار عملية ترميم الثدي. وحوالي 20%? من النساء اللاتي يخضعن لعملية استئصال الثدي يفضلن الخضوع لعملية إعادة بناء فورية بناء على مختلف الدراسات العالمية. نضيف إلى ذلك، أن النقص في إخبار المريضة بالخيارات المتاحة قد يكون عاملًا أساسيًا في استمرار المفاهيم الخاطئة عن عمليات ترميم الثدي، لذلك أسعى أن أوضح بعضًا من هذه المفاهيم.
توضيح المفاهيم الخاطئة الشائعة:
المفهوم الأول: «سأضطر إلى الانتظار طويلا مدة أشهر بعد استئصال الثدي وإجراء عملية جراحية أخرى»
يمكن للعديد من النساء إجراء عملية إعادة بناء فورية (في نفس وقت استئصال الثدي).
في الواقع: غالبًا ما تؤدي إعادة البناء الفوري إلى أفضل النتائج الجمالية لأنها تمكن الجراح من الحفاظ على جلد الثدي نفسه. ويمكنه أيضًا تقليل الحاجة إلى إجراء عملية جراحية إضافية.
المفهوم الثاني: «إعادة بناء الثدي تزيد من خطر تكرار الإصابة بالسرطان أو تجعل من الصعب اكتشافه».
يعتمد خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي على عوامل عديدة، بما في ذلك مرحلة المرض والخصائص البيولوجية للسرطان. سيأخذ جراحك في الاعتبار مستوى الخطورة لديك عند التوصية بالخيار الأفضل لإعادة البناء. ومع ذلك، لم تظهر العديد من الدراسات على مر السنين أي دليل على أن إعادة البناء قد تزيد من خطر تكرار المرض أو تجعل اكتشافه أو علاجه أكثر صعوبة.
المفهوم الثالث: «حشوات السيليكون ستكون غير مريحة وتبدو غير طبيعية».
لقد قطعت حشوات الثدي شوطًا طويلًا منذ أن تم تطويرها منذ الستينيات.
حيث أن المواد المستعملة والتقنيات الجديدة جعلتها أكثر جمالية وراحة.
ومع ذلك، فإن عمليات الحشوات ليست الخيار الوحيد أو بالضرورة الأفضل لإعادة بناء الثدي.
تستخدم عملية إعادة بناء الثدي عن طريق الأنسجة الطبيعية الأنسجة الخاصة بك (غالبًا البطن أو الظهر)، وتنتج ثديين ناعمين ذوي ملمس واحساس مقارب للطبيعي بشكل أكبر.
المفهوم الرابع: «لا يمكنني إجراء عملية إعادة البناء إذا كنت قد خضعت أو أحتاج إلى علاج إشعاعي أو كيميائي».
يعد التعرض أو الحاجة إلى العلاج الإشعاعي مع أو بدون العلاج الكيميائي من العوامل المعتبرة في تحديد توقيت ونوع إعادة البناء الأكثر أمانًا، ولكنه لا يستبعد إعادة البناء. عادةً ما يُفضل استخدام الأنسجة الذاتية إذا كان العلاج الإشعاعي متوقعًا بعد استئصال الثدي.
كما أنني أحب أن أسلط الضوء على ما هو من الممكن أن تتوقعه المريضة بعد العملية: قد تشعرين ببعض الألم لبضعة أيام بعد الجراحة، لكن الألم في غالب الأحيان محتمل، وقد يصف لك جراح التجميل بعض المسكنات في الفترة ما بعد العملية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تثبيت أنابيب تصريف لفترة وجيزة بعد الجراحة لإزالة السوائل الزائدة التي تتجمع في موقع الجراحة. ويمكن أن يساعد ارتداء مشدات خاصة أو حمالة صدر داعمة لتخفيف التورم ودعم ثديك أثناء فترة التعافي.
بالإضافة لذلك، سيكون لديك أيضًا غرز بعد الجراحة وهي عادة ما تكون قابلة للتحلل لذلك لن تحتاجين إلى إزالتها. والندبات الجراحية عمومًا تخف مع مرور الوقت ويتحسن مظهرها مع العناية والترطيب.
قد تستغرق العودة إلى الأنشطة الطبيعية ما يصل إلى ستة أسابيع حسب نوعية إعادة البناء. سيخبرك جراح التجميل بأي نصائح فيما يخص أنشطتك اليومية، مثل تجنب الأنشطة البدنية الشاقة أو حمل الأوزان الثقيلة.
إن الفوز في المعركة ضد سرطان الثدي لا يعني خسارة إحساسك بالأنوثة. يمكن للنساء اللاتي فقدن أحد ثدييها أو كليهما بسبب سرطان الثدي استعادة قوامهن وإحساسهم بأنفسهن من خلال إعادة بناء الثدي. وليس هناك أجمل من أن تستيقظ مريضة سرطان الثدي بكل جمالها وأنوثتها تعد عملية ترميم الثدي (إعادة بناء الثدي) جزءًا من خطة مسبقة لعلاج متكامل يشمل تخصصات متعددة (multidisciplinary approach).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك