القدس المحتلة - (أ ف ب): تجمع المنظمات الإنسانية على أن كمية المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، على الرغم من إعلان إسرائيل خطوات لتعزيز وصول المساعدات. وأكد عمال إغاثة وخبراء لوكالة فرانس برس وجود عقبات عدة تحول دون وصول المساعدات التي يحتاج سكان شمال القطاع خصوصا إليها بشدة. ولا تقتصر المشكلة على الحجم الفعلي للمساعدات المسموح بدخولها فقط بل أيضا إلى عدم قدرة منظمات الإغاثة الدولية على توزيعها على الناس وسط القصف الشديد والمتواصل وقطع الطرق.
تدخل أغلب الشاحنات التي تحمل إمدادات عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وجنوب قطاع غزة. وتخضع تلك الشاحنات لتفتيش دقيق من الجيش الإسرائيلي، وهو ما ترى فيه المنظمات الإنسانية سببا رئيسيا لبطء تسليم المساعدات. أما إسرائيل التي تفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، فتلقي باللوم على عجز منظمات الإغاثة في التعامل مع المساعدات وتوزيعها.
بعد دخول المساعدات إلى غزة، تخضع عمليات التسليم لتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على الشؤون المدنية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة. وتبلّغ منظمات الإغاثة العاملة في غزة باستمرار عن صعوبات في التواصل مع كوغات.
وما يزيد من تعقيد توزيع المساعدات، نقص الوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والطرق المدمّرة جراء الحرب، بالإضافة إلى عمليات نهب والقتال في المناطق المكتظة بالسكان والنزوح المتواصل. وصرّح مسؤولون عاملون في المجال الإنساني لفرانس برس شرط عدم الكشف عن هوياتهم أن ما يقرب من نصف المساعدات التي تدخل قطاع غزة يتمّ نهبها. واختارت بعض الدول الأجنبية إسقاط المساعدات جوا. وبحسب «كوغات»، تمّ السبت إنزال 81 حزمة بالمظلات على القطاع الساحلي. لكن لا يمكن لهذه المحاولات أن تلبي الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد أكثر من عام على الحرب.
أصدر الجيش الإسرائيلي وكوغات الأسبوع الماضي بيانا مشتركا جاء فيه أن الدولة العبرية «لا تزال ملتزمة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية»، وأنها ستتخّذ خطوات لزيادتها. وجاء ذلك في وقت حذّرت الولايات المتحدة، وهي أكبر مزوّد أسلحة لإسرائيل، من أنها قد تعلّق بعض مساعداتها العسكرية إذا لم تعمل إسرائيل على تحسين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وركّز البيان الإسرائيلي على عمليات نقل المرضى بين المستشفيات في قطاع غزة وتسليم 68650 لترا من الوقود إلى المرافق الطبية التي تسببت الحرب بإخراج العديد منها عن الخدمة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 30 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمكّنت مؤخرا من جلب الدقيق مباشرة إلى شمال القطاع وليس عبر معبر كرم أبو سالم.
وبحسب تانيا هاري، رئيسة منظمة «جيشاه» (مسلك) الإسرائيلية لحقوق الإنسان والتي تراقب مسألة إيصال الإمدادات الى غزة، «تعرّضت إسرائيل لضغوط للسماح بدخول المزيد من المساعدات وخصوصا إلى الشمال»، معتبرة أن وقف إطلاق النار هو فقط الذي سيمكّن من توسيع العمليات الإنسانية وفق النطاق المطلوب.
وأضافت «في غياب ذلك، فإن العمل الحقيقي والتعاون من جانب السلطات الإسرائيلية يمكن أن يضمن حركة آمنة وحرة للمساعدة»، مشيرة الى أنها لم ترَ أي «إرادة حقيقية» من جانب السلطات الإسرائيلية طوال الحرب في هذا الإطار. بالنسبة الى المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، لم يحدث «أي تغيير كبير». وقالت توما لفرانس برس «ما وصل قليل للغاية ولا يكفي حتى الآن لمواجهة الاحتياجات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك