كتبت زينب إسماعيل:
تصوير: رضا جميل
أكد د. محمد يوسف مدير مختبر أطفال الأنابيب والإخصاب بمركز الدكتور سلام جبريل الطبي مساهمة المركز في تقديم خدمات طبية متطورة يقدمها للمريضات اللواتي يعانين من أي نوع من أنواع السرطان كسرطان الثدي، عبر اعتماد تقنية تجميد أنسجة المبيض كتقنية حديثة ومستقبلية ضمن مجال المحافظة على خصوبة المرأة المستقبلية بدلا من تجميد البويضات.
وقال إنها تقنية أكثر نجاعة وفعالية من إجراء تجميد البويضات، بسبب نسب نجاحها العالية لأجل تحقيق الحمل، إذ تحتفظ عبر التجميد بالمصنع المنتج للبويضات وليس البويضات فقط. ولفت إلى أنها تتناسب مع كافة النساء اللواتي يؤجلن خيار الحمل حتى 5-10 سنوات، والصغيرات ممن أصبن بأمراض قد تسبب العقم لهن مستقبلا، ولصعوبة العثور على بويضات ما قبل سن البلوغ.
ويوفر مركز الدكتور سلام جبريل الطبي هذه التقنية منذ قرابة عام واحد، حيث يشرف على إجراء العمليات الطبية الاستشاري الأول في الأمراض النسائية والتوليد واطفال الأنابيب، د. سلام جبريل، ويقوم بعمليات التجميد فريق مختص خضع لدورات تدريبية مكثفة في القارة الأوروبية.
ويعتبر إجراء تجميد أنسجة المبيض أسلوبا حديثا في علاج عقم النساء الذي يحظى بالكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة. تتيح هذه التكنولوجيا المتقدمة للنساء اللواتي يعانين من عوامل متنوعة مثل العمر وفشل المبيض المبكر والعلاجات الكيميائية أو العلاج الإشعاعي في حالات الاصابة بالأورام السرطانية التي تؤدي إلى العقم، القدرة على الاحتفاظ بأنسجة المبيض الخاصة بهن قبل بدء العلاجات المزمنة واستخدامها في المستقبل.
وقال د. سلام جبريل: «تجرى عمليات سحب أنسجة المبيض عبر استئصال جزئي لقشرة المبايض تحت التخدير العام وباستخدام المنظار البطني الجراحي، وتجميدها وفق طرق خاصة، ومن ثم يتم زراعتها بعد استكمال العلاج في المبايض». وأضاف: «يتم استئصال ما يقارب الثلث من قشرة المبيض والتي يتركز وجود البويضات فيها طبقا لرأي الطبيب المعالج، ولحجم تأثير العلاج الكيماوي على المبيض واحتمالية تعرضه للعقم».
وأكد أن هذه التقنية تم تطبيقها منذ 20 سنة وخرجت من النطاق التجريبي وشهدت حالات نجاح في تحقيق الحمل في بعض الدول.
وأوضح د. محمد يوسف: «تعتمد خلال الوقت الراهن أساليب حديثة في عمليات التجميد، حيث يتم استخدام طرق الحفظ بالتزجيج بدلا من التبريد، ليتم تجميد الأنسجة بسرعة هائلة باستخدام النيتروجين السائل بدرجة حرارة تصل إلى -196 تحت الصفر وباستخدام مواد خاصة تهدف بالدرجة الأولى إلى إخراج الماء من الأنسجة وإحلال المواد الحافظة، مما يعمل على عدم تأثرها بالبرودة أو الحرارة. ويتم تكرار وضع تلك المواد حتى يتأكد المختص من التخلص من الماء بشكل تام، قبل إخضاعها للحفظ».
وبرر د. محمد يوسف تكرار عملية الإحلال بأن بقاء الماء داخل الأنسجة يعمل على تمديدها، وتكسير الخلايا وتحويلها إلى خلايا ميتة لا يستفاد منها، موضحا أن نسب المحافظة على الأنسجة باستخدام طرق التزجيج أعلى من الطرق القديمة.
ونوه د. سلام جبريل إلى أن سنّ إجراء سحب القشرة يؤثر على مدى فاعليتها بعد الزراعة، فالمرأة في سن الأربعين يقل لديها عدد وجودة البويضات في قشرة المبايض، فكلما كان سن المرأة أصغر كانت الفرص أكبر وأفضل.
وتحدث عن «إمكانية تجميد أنسجة المبيض لعدة سنوات بحسب طبيعة المرض ومدة علاجه، وقد يصل عدد سنوات تجميدها فعليا في بعض الأحيان إلى عدة سنوات حتى يقرر طبيب المريضة شفاءها من المرض بشكل نهائي، وإمكانية حصول الحمل مجددا. أما سنوات التجميد للأجنة في المملكة فتصل إلى 5 سنوات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك