الدوحة – الوكالات: أعلنت الولايات المتحدة وقطر أمس استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من الدوحة إن الوسطاء يبحثون خيارات جديدة بعد أشهر من المراوحة في مساعي التوصل إلى هدنة استنادا إلى مقترح أمريكي. وجاءت زيارة بلينكن لقطر في إطار جولة إقليمية هي الحادية عشرة له للمنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023. وتأتي بعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء العدوان الغاشم في القطاع. لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر، وجد الأمريكيون نافذة جديدة لإمكان إبرام اتفاق هدنة بعدما قتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في غزة.
وقال بلينكن للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني «تحدثنا عن خيارات للاستفادة من هذه اللحظة والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام، وأتوقع أن يجتمع مفاوضونا في الأيام المقبلة». وأوضح أن الشريكين يسعيان إلى التوصل إلى خطة «حتى تتمكن إسرائيل من الانسحاب، وحتى لا تتمكن حماس من إعادة تشكيل نفسها، وحتى يتمكن الشعب الفلسطيني من إعادة بناء حياته ومستقبله». وأضاف أن «هذه لحظة للعمل على إنهاء هذه الحرب، والتأكد من عودة جميع الرهائن إلى ديارهم، وبناء مستقبل أفضل للناس في غزة».
من جهته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن وفديَن مفاوضَين أمريكيا وإسرائيليا سيزوران الدوحة للمشاركة في مفاوضات هدنة في غزة. ورفض بلينكن تقديم مزيد من التفاصيل عن المفاوضات.
وردا على سؤال حول ما إذا تواصلت قطر مع قادة حماس بعد مقتل السنوار في عملية عسكرية إسرائيلية في غزة، قال الشيخ محمد بالإنجليزية: «لقد عاودنا التواصل.. مع ممثلي المكتب السياسي في الدوحة. لقد عقدنا بعض الاجتماعات معهم في الأيام القليلة الماضية».
وأضاف «أعتقد أنه حتى الآن، لا يوجد وضوح بشأن الطريق للمضي قدما».
ووصف مسؤولون أمريكيون السنوار بأنه كان متعنتا في المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا لاتفاق لوقف النار وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال بلينكن إنه تحدث إلى قادة إسرائيل «حول أهمية تحديد ما إذا كانت حماس مستعدة للانخراط في المضي قدما، وهو ما يقوم به المصريون والقطريون بالضبط».
ولكنه قال للصحفيين الأربعاء أثناء مغادرته إسرائيل «أعتقد أن مع رحيل السنوار الذي كان العقبة الأساسية أمام تحقيق اتفاق الرهائن، هناك فرصة حقيقية لإعادتهم إلى ديارهم وتحقيق الهدف».
لكن العديد من المنتقدين للسياسة الأمريكية في الولايات المتحدة وخارجها يرون أن المشكلة لا تنحصر بحماس، بل تكمن في فشل إدارة بايدن الداعمة لإسرائيل سياسيا وعسكريا، في الضغط على إسرائيل التي تلقت أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات منذ بداية العدوان.
وقال بلينكن إن خطة وقف إطلاق النار التي طرحها بايدن في 31 مايو لا تزال على الطاولة، لكنه ألمح أيضا إلى الاستعداد لاستكشاف «أطر جديدة» للسعي إلى تحرير الرهائن المحتجزين. ولفت بلينكن في الدوحة إلى أن الولايات المتحدة منفتحة على «خيارات مختلفة» لإنهاء الحرب في غزة. وأوضح «نحن ندرس خيارات مختلفة. لم نحدد بعد ما إذا كانت حماس مستعدة للمشاركة، لكن الخطوة التالية هي جمع المفاوضين سنعرف أكثر بالتأكيد في الأيام المقبلة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك