اختارت الناقدة البحرينية زهراء المنصور أن تسبح ضد التيار في دراساتها، من خلال اختيار قضايا توصف بالجرأة الشديدة، وقد نالت مؤخرا درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية، عن دراسة حملت عنوان «حضور السود في المسرح الخليجي».
وتعترف الدكتورة زهراء بأن تناول موضوع أصحاب البشرة السوداء في مسرح الخليج العربي هو أمر في منتهى الحساسية بالنسبة إلى البعض الذي يرى فيه نبشا غير ذي فائدة، بل قد يكون صيته غير مقبول لأنه يلامس تحسسا من ماض ربما يحاول الكثيرون تجاوزه.
وإن أهمية الدراسة تكمن في كونها تتعرض لمادة ومنتج حي لا يزال موجودا وسيظل موجودا، عبر خشبة المسرح التي تعبر من خلال النصوص المحلية بالخليج أو عبر النصوص العالمية عن معاناة السود، يجسدها ممثلون من نفس لون البشرة أو من خلال إضافة لون على الممثل ذي اللون المختلف.
وقالت الدكتورة زهراء المنصور لمراسل «أخبار الخليج» في القاهرة إنها استعرضت في دراستها ثماني مسرحيات خليجية تعرضت لقصص أصحاب البشرة السوداء ومعاناتهم، وقد عرض منها على المسرح خمس مسرحيات هي: (حبة رمل) لناجي الحاي من الإمارات العربية المتحدة، و(النخاس) لسالم الحتاوي من الامارات العربية المتحدة وإخراج محمود إسماعيل من مملكة البحرين، بالإضافة إلى عملين من تأليف وإخراج حمد الرميحي من دولة قطر، وهما (مظلوم ظلم مظلوم) و(القرن الأسود)، وأخيرا (مجاريح) لإسماعيل عبدالله وإخراج محمد العامري من الإمارات.
ومن أهم ما توصلت إليه الدراسة أن العلاقة بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء يمكن أن تكون طبيعية طالما هي خارج أطر الارتباط والزواج حتى لا يصبح تشابكا من وجهة نظر المؤلفين ورؤية المخرجين، وهذا ما رصدته الباحثة في خمسة نماذج من أصل ثمانية، وأن دلالات الأسماء مميزة عند أصحاب البشرة السوداء، وأن المؤلفين يختارون نفس الأسماء لأبطال رواياتهم، وهذا يؤدي إلى تكريس مشكلة الإثنية ويصرّ عليها وبالتالي يتسبب في حالة من الانغلاق الفئوي.
يذكر أن الدكتورة زهراء المنصور التي تعمل بوزارة الثقافة البحرينية تخرجت في قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وسبق أن نالت درجة الماجستير عن صورة المرأة في السينما البحرينية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك