قصفت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران في وقت مبكر أمس، لكن ردها على الهجوم الذي شنته طهران في وقت سابق من الشهر لم يستهدف على ما يبدو مواقعها النفطية والنووية بعد دعوات ملحة من الحلفاء ودول الجوار لضبط النفس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات انتهت قبل فجر أمس من شن ثلاث موجات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى في إيران.
وقال الجيش إنه استكمل هجماته «الموجهة» في إيران وقصف منشآت لتصنيع الصواريخ وصواريخ سطح-جو، وأضاف أن طائراته عادت بأمان.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت ومسؤولون أمنيون آخرون العملية عن كثب من مركز القيادة والتحكم التابع للجيش في تل أبيب.
وتحدث جالانت إلى نظيره الأمريكي لويد أوستن بعد بدء الضربات بفترة وجيزة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن أوستن أكد تعزيز وضع القوات الأمريكية للدفاع عن الجنود الأمريكيين وإسرائيل والشركاء في أنحاء المنطقة.
وذكر مسؤول أمريكي لرويترز أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبيل شن الضربات على إيران، لكن واشنطن لم تشارك في العملية.
وذكر مسؤول أمريكي أن الأهداف لم تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية إيرانية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر من أن واشنطن، الداعم ومورد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل، لن تدعم أي هجوم على المواقع النووية الإيرانية، وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تدرس أهدافا بديلة عن مهاجمة حقول النفط الإيرانية.
في المقابل قالت إيران إن الدفاعات الجوية تصدت بنجاح للهجوم لكن تم تسجيل اربعة قتلى وتعرضت بعض المواقع «لأضرار محدودة».
وذكر مسؤول أن الأضرار «قليلة للغاية» وأن «عدة قواعد للحرس الثوري داخل طهران وقرب العاصمة استُهدفت أيضا».
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام إيرانية الدفاعات الجوية وهي تطلق النار باستمرار على ما يبدو أنها صواريخ قادمة في وسط طهران، من دون ذكر المواقع التي تعرضت لهجمات.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد أفادت بوقوع انفجارات على مدى عدة ساعات في العاصمة وفي قواعد عسكرية قريبة.
وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن قواعد الحرس الثوري الإيراني التي جرى استهدافها لم تتعرض لأضرار.
كما أفادت الوكالة بأن إيران قررت استئناف الرحلات الجوية بشكل طبيعي اعتبارا من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (05:30 بتوقيت جرينتش)، وذلك بعد تعليق قصير في أثناء الهجوم الإسرائيلي.
وبثت مواقع إخبارية إيرانية لقطات لمسافرين في مطار مهرآباد بطهران، فيما يهدف -على ما يبدو- إلى إظهار أن الضربات لم تؤد إلى أضرار تذكر.
من جانبه قال التلفزيون السوري الرسمي إن انفجارات سُمعت أيضا في ريف دمشق ووسط المدينة.
ومع حث الولايات المتحدة والعديد من دول الشرق الأوسط على ضبط النفس، تتجه الأنظار إلى طهران الآن لمعرفة كيفية ردها على ضربات الأمس.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ طهران «تدين» الضربات الإسرائيلية ضد أراضيها، مضيفة أنّ «من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها».
وكانت السلطات في طهران قد حذرت إسرائيل مرارا من شن أي هجوم على إيران. ونقلت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية عن مصادر تعهدها «بردّ متناسب» على الضربات الإسرائيلية.
وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية نقلا عن مصادر أمس: «تحتفظ إيران بحق الرد على أي اعتداء، ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستواجه ردا متناسبا على أي فعل تقترفه».
وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على معلومات من طهران لرويترز إن عدة اجتماعات رفيعة المستوى ستُعقد في طهران لتحديد نطاق الرد الإيراني.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي: «إذا اقترف النظام الإيراني خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسوف نكون ملزمين بالرد».
وذكر مسؤول كبير في إدارة بايدن أن الضربات الإسرائيلية «المستهدفة والمتناسبة» ينبغي أن تكون نهاية التبادل المباشر لإطلاق النار بين الجانبين، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة مستعدة تماما للدفاع مجددا عن إسرائيل إذا اختارت طهران الرد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك