طهران - (أ ف ب): اقترحت الحكومة الإيرانية أمس الثلاثاء زيادة بنسبة 200% في الميزانية العسكرية للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في مارس 2025، على خلفية تصاعد التوتر مع اسرائيل. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي الثلاثاء إن اقتراح الميزانية يتضمن «زيادة كبيرة بأكثر من 200% في الميزانية العسكرية». ولم توضح المتحدثة قيمة الإنفاق العسكري الذي سيتم إقراره السنة المقبلة.
ويأتي هذا التصريح بعد أن أعلنت إسرائيل السبت للمرة الأولى أنها هاجمت إيران، عدوتها اللدودة، واستهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بالصواريخ في إيران، ردّا على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية في الأول من أكتوبر على إسرائيل. وكانت إيران قد شنت هجومها ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من طهران حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في هجوم نسب الى إسرائيل في طهران في 31 يوليو.
وقالت إيران إن الضربات الإسرائيلية في محيط طهران وفي إقليمي خوزستان وايلام أسفرت عن مقتل أربعة جنود على الأقل وتسببت في «أضرار محدودة» لأنظمة الرادار. وقبل الضربات التي شنتها اسرائيل، حذرت إيران من أن أي هجوم على «بنيتها التحتية» سيؤدي إلى «رد أقوى». وهدد الجيش الإسرائيلي بدوره الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع «ثمنا باهظا» في حال قررت الرد بعد ضربات السبت.
وتأتي عمليات الرد المتبادل بين اسرائيل وإيران وسط حرب إسرائيل المستمرة مع حركة حماس في قطاع غزة والتي توسعت في الأسابيع الأخيرة لتشمل حزب الله في لبنان. وتدعم إيران فصائل مسلحة أخرى في المنطقة، أبرزها حزب الله اللبناني الذي يخوض حربا مفتوحة مع القوات الإسرائيلية منذ الشهر الماضي بعد عام من تبادل القصف عبر الحدود.
وتخصص معظم ميزانية البلاد العسكرية للحرس الثوري، المكلف بالدفاع عن نظام الجمهورية الإسلامية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (ارنا). وتقسم بقية الميزانية بين هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والجيش. وصادق البرلمان أمس الثلاثاء على الخطوط العريضة لميزانية 2025 التي قدمتها الحكومة، على أن يوافق عليها النواب رسميا خلال عملية تصويت مقررة في مارس 2025.
وبحسب المعهد الدولي للبحث حول السلام في ستوكهولم الذي يُعدّ مرجعيا في هذا المجال، فإن النفقات العسكرية الإيرانية بلغت عام 2023 حوالي 10,3 مليارات دولار. ولا يشمل هذا المبلغ حصة الحرس الثوري. وعلى سبيل المقارنة، ارتفعت الميزانية العسكرية لإسرائيل بنسبة 24% خلال عام في 2023 لتبلغ 27,5 مليار دولار، بحسب الهيئة.
كما تلقت إسرائيل دعما عسكريا ضخما من حلفائها، وخاصة الولايات المتحدة، منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023. وتبقى الولايات المتحدة الدولة التي تخصص أكبر ميزانية عسكرية بلغت 916 مليار دولار عام 2023، بحسب آخر الأرقام المتوافرة، تليها الصين (296 مليارا). وأعلنت الصين زيادة في ميزانيتها العسكرية بنسبة 7,2% لعام 2024.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك