كتبت: زينب إسماعيل
أكد الأكاديمي والأستاذ الجامعي د. إبراهيم مطر أن عاصفة الطبعة، التي يشاع استخدامها في منطقة الخليج العربي، حدثت في أكتوبر عام 1925 وفقا للمراجع الموثقة، والتي أودت بحياة قرابة 8 آلاف شخص خلال ساعة واحد فقط، ودمرت ما يقرب من 5 آلاف قارب وسفينة.
وقال خلال محاضرة لجمعية تاريخ وآثار البحرين «سنة الطبعة.. استذكار مشاهد من تاريخ البحرين» «إن العاصفة أحدثت أزمة فقر ومجاعة وأثرت على محصول اللؤلؤ بشكل واسع، حيث ترك العديد من التجار الاشتغال في مهنة الصيد بسبب الخسائر الفادحة، وفقد العديد من الغاصة أموالهم».
وبين مطر أن «العاصفة حدثت في موقع تجمع السفن التابعة لأهل البحرين، وأكثرها في هير مغاص «شتية»، بحكم موقعها المميز وكبر مساحتها وقربها من معظم المغاصات، إلى جانب المغاصات الواقعة بالقرب من هير شتيه مثل الميانة وأبوعمامة وأبولثاومة وبوحاقول وبوالجعل وبو الخرب، وذلك استعدادا لموسم القفال الذي لم يتبق عليه إلا يومان، ويكون مع بداية اكتوبر قبل طالع الصرفة ويطلق عليها البحارة «السابعة».
وأوضح أن بداية شهر أكتوبر هو نهاية موسم القفال، ووقت رجوع الغاصة إلى ديارهم لاقتراب موسم الشتاء بسبب صعوبة الصيد.
وذكر مطر أن «العاصفة هبت على مناطق محددة من السواحل الخليجية، شملت الساحل الشرقي للسعودية والبحرين وقطر وجنوب الإمارات، حيث دمرت 80% من سفن ومراكب الصيد التي كانت موجودة في عرض البحر لحظة حدوث العاصفة، كما ألحقت دمارا وخرابا واسعا بالمنازل والممتلكات في المناطق الساحلية وخاصة بالقطيف شرق السعودية، وعم الحزن والخوف على طول السواحل الشرقية للخليج العربي بعد أن رملت العاصفة آلاف النساء ويتمت أطفالهم، أما الناجون منهم فعددهم قليل».
وتابع بالقول «هبت رياح عاصفة وأمطار غزيرة فثار البحر وتعالت الأمواج فدفعت السفن في كل الاتجاهات وتلاطمت فيما بينها وتعالت أصوات الناس فغرقت أكثر السفن والمراكب بمن فيها من الناس... وهرعت سفن الإنقاذ من الموانئ القريبة حاملة الطعام والشراب والإسعافات الأولية لكنهم شاهدوا الحطام واختفاء الكثير من السفن».
وأردف مطر قائلا «في نفس العام، تم تعيين أول طبيب في تاريخ الخدمات الطبية على المستوى الحكومي، وذلك بعد إعلان من الحكومة لمعالجة بحارة سفن الغوص أثناء وجودهم في مغاصاتهم في البحر، حيث كان ينتقل من سفينة الى أخرى عبر بوم تابع للحكومة».
وقال «عادة ما يوكل أمر إعلان موسم الغوص من قبل الحكومة إلى أحد النواخذة الكبار ويطلق عليه أمير الغوص وفي التاريخ المحدد وعند الصباح ترفع السفينة التي يقودها أمير الغوص البنديرة «العلم» معلنة انتهاء موسم الغوص فتبدأ السفن برفع أشرعتها البيضاء مهممة شطر الوطن وتنطلق أصوات النهامة على ظهور السفن وتعم الفرحة الجميع على أمل قريب لقاء الأحبة وفي تلك الليلة التي لم يطلع صباحها إلا على آلاف الضحايا ومئات السفن المحطمة».
واستطرد بالقول «كعادتهم كل ليلة يتناولون وجبة العشاء قبل آذان المغرب وهي عبارة عن عيش محمر وسمك ثم يؤدون الصلاة ليأوي كل واحد إلى فراشه المتواضع في جو تعبق فيه رائحة المحار المكوم على سطح السفينة وبعد يوم طويل من العمل المتواصل يبدأ بعد صلاة الفجر ويمتد حتى غروب الشمس».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك