دعت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى النظر في تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي. وأضافت خلال مؤتمر صحفي في نيويورك: «لقد حان الوقت للنظر في تعليق صلاحيات إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة». ووفقا لها، يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بما يحدث في غزة باعتباره إبادة جماعية وأن «يفهم التصميم الأوسع وراء ما يحدث الآن في فلسطين».
وأشارت إلى أن الوضع مع سكان قطاع غزة يتجاوز حتى حدود جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ووصفت المقررة الخاصة تعليق المشاركة في الأمم المتحدة بـ«المسألة الحساسة»، موضحة أن جميع دول العالم، برأيها، تواجه صعوبات في احترام حقوق الإنسان. لكن رغم ذلك، «لا تواصل أي دولة أخرى احتلالها غير القانوني، منتهكة على مدى عقود من الزمن قرارات الأمم المتحدة، كما تفعل إسرائيل».
وأضافت: «ليس لإسرائيل الحق في الوجود بالأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأردفت: «أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بسحب وجودها العسكري بالكامل من دون قيد أو شرط وفي أسرع وقت ممكن، وتفكيك المستوطنات، والتوقف عن الاستيلاء على الموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك دفع تعويضات».
وأكدت ألبانيز أنه وفقا لقرارات محكمة العدل الدولية يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية في سبتمبر من العام المقبل على أقصى تقدير.
وفي تقريرها ذكرت ألبانيز أن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الصحة تلالنغ موفوكينغ اتهم خلال مؤتمر صحفي إسرائيل وحلفاءها بـ«فرض الجوع والجفاف عن عمد وسابق إصرار» على سكان غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى موت جيل كامل.
وقال المقرر الأممي إن غزة أصبحت الآن «أرضا قاحلة من الأنقاض والجثث البشرية» حيث يكافح الفلسطينيون من أجل البقاء. وأضاف موفوكينغ أن القيادة الإسرائيلية أوفت بوعدها العام الماضي ودمرت غزة.
من جهة ثانية حذر رؤساء الوكالات الإنسانية الكبرى التابعة للأمم المتحدة أمس الجمعة من أن الوضع في شمال قطاع غزة «مروع»، فجميع سكانه يواجهون «خطر الموت الوشيك». وكتب 15 من المسؤولين أن «جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت الوشيك، جراء المرض والمجاعة والعنف«. وقال رؤساء الهيئات التي تشكل اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الأممية إن «الوضع الذي يشهده شمال غزة مروع». وأضافوا: «المنطقة تحت الحصار منذ نحو شهر، وهي محرومة من المساعدات الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة، بينما يستمر القصف والهجمات الأخرى. وفي الأيام القليلة الماضية فقط قتل مئات من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتم تهجير الآلاف مجددا قسرا«، كما حثوا جميع الأطراف المتقاتلة في القطاع المحاصر على حماية المدنيين، ودعوا إسرائيل إلى «وقف هجومها على غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة«.
وشددوا على أن «المساعدات الإنسانية لا تواكب حجم الاحتياجات بسبب القيود المفروضة على الوصول، والسلع الأساسية المنقذة للحياة غير متوافرة، والعاملون في المجال الإنساني غير آمنين للقيام بعملهم، وتمنعهم القوات الإسرائيلية وانعدام الأمن من الوصول إلى المحتاجين». ووقع البيان رؤساء وكالات الأمم المتحدة المكلفة الشؤون الإنسانية والصحة والغذاء والحقوق والهجرة واللاجئين والتنمية والطفل والمرأة وغيرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك