لندن – (أ ف ب): انتخب الحزب المحافظ في بريطانيا أمس السبت المرشّحة اليمينية المتشددة ذات الأصل النيجيري كيمي بادينوك زعيمة له، لتحل مكان ريشي سوناك الذي تنحى بعد أداء الحزب الكارثي في انتخابات يوليو العامة. وصوّت 57 في المائة من أعضاء الحزب لصالح بادينوك (44 عاما) التي تعد مناهضة لثقافة الـ«ووك» (أي الوعي حيال عدم المساواة الاجتماعية) لتفوز على منافسها وزير الهجرة السابق روبرت جينريك.
وأكدت أول زعيمة من أصول إفريقية لأي حزب سياسي وطني بريطاني بأن توليها المنصب هو «شرف هائل» لكن «المهمة التي أمامنا صعبة».
وأضافت «علينا أن نكون صادقين بشأن حقيقة أننا ارتكبنا أخطاء» و«تركنا المبادئ تنهار» مؤكدة «حان الوقت للعمل والتجديد». وهنأها رئيس الوزراء كير ستارمر قائلا على منصة «إكس»: «أول زعيمة سوداء لحزب في ويستمنستر. إنها لحظة تشكل مصدر فخر لبلدنا». أشار سوناك بدوره إلى أن بادينوك ستكون «زعيمة ممتازة» بينما قال رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إنها «تجلب معها الكثير من الحماسة إلى الحزب المحافظ».
وستصبح بادينوك الزعيمة الرسمية للمعارضة التي تواجه زعيم حزب العمال كير ستارمر في مجلس العموم كل أربعاء في جلسات مساءلة رئيس الوزراء التقليدية. وستقود كتلة المحافظين التي تقلّصت كثيرا في المجلس بعد الأداء الكارثي للحزب في الانتخابات.
ويتعيّن عليها التخطيط لاستراتيجية لاستعادة ثقة البريطانيين مع الحد من الدعم الذي يحظى به حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتشدد بزعامة نايجل فاراج الذي كان من أهم المؤيدين لبريكست. وبعد حملتها اليمينية، باتت تواجه أيضا احتمال الاصطدام بصعوبات مستقبلا من قبل النواب المحافظين الذين تضم صفوفهم العديد من الوسطيين.
دعت بادينوك المولودة في لندن لوالدين نيجيريين والتي نشأت في لاغوس، إلى إعادة فرض القيم المحافظة، متّهمة حزبها بأنه بات ليبراليا بشكل متزايد فيما يتعلّق بقضايا اجتماعية مثل الهوية الجندرية. وتصف نفسها بأنها شخصية صريحة، وهو ما جعلها مثيرة للجدل خلال الحملة. وواجهت انتقادات واسعة بعدما أشارت إلى أن الأجر القانوني للأمومة المفروض على الأعمال التجارية الصغيرة «مبالغ فيه» فيما أثارت الغضب أكثر عندما قالت مازحة إن ما يصل إلى 10 في المائة من الموظفين الحكوميين في بريطانيا البالغ عددهم نصف مليون سيؤون إلى حد أنه «ينبغي سجنهم».
ولدى حديثها عن الهجرة، قالت بادينوك: «لا يحق لجميع الثقافات بشكل متساو» الحصول على حق الإقامة في المملكة المتحدة. تبنى جينريك (42 عاما) موقفا متشددا أيضا حيال هذه المسألة واستقال من منصبه كوزير للهجرة في حكومة سوناك بعدما قال إن خطته المثيرة للجدل لترحيل المهاجرين إلى رواندا لم تكن كافية. ووصل المرشحان إلى المرحلة الأخيرة بعد تصويت بدأ بستة مرّشحين تراجع عددهم في سلسلة من عمليات التصويت.
وبدا من المؤكد بأن وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي المنتمي إلى الفصيل الأكثر وسطية في الحزب، سيصل إلى المرحلة الأخيرة لكن أطيح به بشكل مفاجئ في التصويت النهائي الذي قام به النواب الشهر الماضي. ولم تكن بادينوك، وهي نائبة منذ عام 2017، معروفة على نطاق واسع قبل بضع سنوات فقط. وباتت الآن على رأس ثاني أكبر حزب في البلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك