بورتسودان - (أ ف ب): تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان بـ«استمرار الدعم» الذي تقدمه القاهرة للبلد الذي يشهد حربا مستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام ونصف العام. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان مساء الإثنين بأنّ السيسي «شدّد على الموقف المصري الثابت والساعي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء في السودان» خلال لقائه البرهان الإثنين في القاهرة.
كما حرص على «تأكيد استمرار الدعم المصري للسودان الشقيق على المستويات كافة، للخروج من الأزمة التي يمر بها». اندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدا ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وفي كلمته الإثنين أمام المنتدى الحضري العالمي الذي تنظمه الأمم المتحدة، جدّد البرهان اتهاماته لقوات الدعم السريع بتهديد وجود الدولة السودانية. وقال إنّ «الشعب السوداني يواجه حربا استهدفت وجوده ومكونات دولته وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباتها». اشتدت المواجهات أخيرا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة، حيث قتل 23 مدنيا خلال يومين.
من ناحية أخرى أعلن وزير العدل السوداني أمس الثلاثاء أنّ بلاده تقدّمت بشكوى ضد تشاد لدى الاتحاد الافريقي مطالبة جارتها بتعويضات بعدما اتهمتها بالتورط في نقل أسلحة وذخائر إلى «مليشيات متمردة» في إشارة محتملة إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ أكثر من عام ونصف العام. وكانت تشاد نفت الشهر الماضي على لسان وزير خارجيتها «تأجيج الحرب في السودان» من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
وقال الوزير معاوية عثمان في بورتسودان للصحفيين، من بينهم مراسل لوكالة فرانس برس: «تقدم السودان بشكوى ضد تشاد للاتحاد الافريقي بسبب انها متورطة في نقل الاسلحة والذخائر إلى المليشيا المتمردة». وهو ما قال إنه «أدى لوقوع أضرار على المواطنين السودانيين، وعلى تشاد أن تدفع تعويضات لجمهورية السودان عن هذه الأضرار». وأضاف عثمان: «سنقدم الأدلة والاثباتات للجهة صاحبة الاختصاص».
لكنّ تشاد نفت الشهر الماضي تورطها في الأمر. وقال عبدالرحمن كلام الله، وزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة التشادية في مقابلة مع إذاعة «إر إف إي» في 24 أكتوبر إن «تشاد ليس لديها أي مصلحة في تأجيج الحرب في السودان من خلال توريد أسلحة، فنحن من الدول القليلة التي طاولتها تداعيات كبيرة بسبب هذه الحرب». ويتشارك السودان وتشاد حدودا تمتد قرابة 1,300 كيلومتر مع ولايات دارفور في غرب السودان الذي تسيطر على غالبيته قوات الدعم السريع المتمردة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك