العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جامعة البحرين وتأهيل الكوادر الوطنية القادرة على تعزيز التنمية المجتمعية الشاملة

بقلم: د. شعيب الغباشي {

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ذات‭ ‬الطقس‭ ‬اللطيف‭ ‬التي‭ ‬تلف‭ ‬المملكة،‭ ‬وتلك‭ ‬الأجواء‭ ‬الاحتفالية‭ ‬الرائعة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الصخير،‭ ‬ترتفع‭ ‬رايات‭ ‬التميز‭ ‬والتألق‭ ‬والنجاح‭ ‬بين‭ ‬طلابنا‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعلو‭ ‬هاماتهم‭ ‬هذه‭ ‬الأوشحة‭ ‬الجميلة،‭ ‬وترتفع‭ ‬صياحات‭ ‬الفرح‭ ‬والمرح‭ ‬والسرور‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬في‭ ‬بهو‭ ‬جامعتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيادتنا‭ ‬السياسية‭ ‬الحكيمة،‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬خطاه،‭ ‬وتحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أقامت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬احتفالها‭ ‬السنوي،‭ ‬بطلابها‭ ‬الخريجين،‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬الفوج‭ ‬السادس‭ ‬والعشرون‭.‬

وإن‭ ‬أنسى‭ ‬هنا‭ ‬فلن‭ ‬أنسى‭ ‬إشارة‭  ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬فؤاد‭ ‬محمد‭ ‬الأنصاري،‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬الجامعة‭ ‬بطلابها‭ ‬وسعيها‭ ‬الحثيث‭ ‬إلى‭ ‬تخريج‭ ‬شباب‭ ‬واع‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬والبناء‭ ‬والنماء‭ ‬وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬قد‭ ‬بعث‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬رسالة‭ ‬موحية‭ ‬وقوية‭ ‬متوجها‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأكاديميين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬وموجها‭ ‬إليهم‭ ‬التحية‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬زملائي‭ ‬وزميلاتي‭ ‬الأعزاء،‭ ‬يطيب‭ ‬لي‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجامعي‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬أبعث‭ ‬لكم‭ ‬بأجمل‭ ‬التحيات‭ ‬وأرقها،‭ ‬متمنياً‭ ‬لكم‭ ‬عاماً‭ ‬دراسياً‭ ‬مفعماً‭ ‬بالنشاط‭ ‬والحيوية،‭ ‬ومليئاً‭ ‬بالإنجازات‭ ‬العلمية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والبحثية،‭ ‬لنواصل‭ ‬معاً‭ ‬مسيرة‭ ‬التطوير‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ونشق‭ ‬طريقنا‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافنا‭ ‬لتحسين‭ ‬الأداء‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمخرجات،‭ ‬وأودُّ‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬لكم‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبذلونه‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬الدراسة‭ ‬وردهات‭ ‬المكاتب‭ ‬حيث‭ ‬تقضون‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬والمتابعة‭ ‬والإعداد ورفد‭ ‬العملية‭ ‬التعلمية‭ ‬وإسنادها،‭ ‬ولربما‭ ‬حملتم‭ ‬معكم‭ ‬تلك‭ ‬الأعباء‭ ‬إلى‭ ‬بيوتكم‭ ‬لإنجاز‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬إنجازه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬إذ‭ ‬أقدم‭ ‬لكم‭ ‬شكري؛‭ ‬فإنني‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬تطلعاتكم‭ ‬وطموحاتكم‭ ‬كبيرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حاضر‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬العلمي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬نراهن‭ ‬عليه‭ ‬لبث‭ ‬المعرفة‭ ‬والعلم،‭ ‬ورفد‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بالكوادر‭ ‬العلمية‭ ‬المؤهلة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬بل‭ ‬قيادتها‭ ‬وتطويرها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة،‭ ‬والتي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬روّاداً‭ ‬فيها،‭ ‬ونخرّج‭ ‬الروّاد‭ ‬من‭ ‬جامعتنا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتطلع‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬معاً‭ ‬فريقاً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التطوير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأبعاد،‭ ‬خصوصاً‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمواكبة‭ ‬المستحدثات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬البحثي‭ ‬والنشر‭ ‬العلمي،‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬والممارسات،‭ ‬وخلق‭ ‬بيئة‭ ‬مواتية‭ ‬للتعلم‭ ‬والتعليم‭ ‬النوعي‭ ‬والمرن،‭ ‬لصناعة‭ ‬جيل‭ ‬يحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬بالعلم‭ ‬تحيا‭ ‬الأمم‭ ‬ويرتقي‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مدارج‭ ‬الكمال،‭ ‬وأنتم‭ ‬زملائي‭ ‬وزميلاتي‭ ‬الأعزاء‭ ‬حملة‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬لأبنائكم‭ ‬الطلبة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بعامة،‭ ‬ودمتم‭ ‬سالمين،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬جامعي‭ ‬جديد‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭. ‬

وأقول‭: ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنهج‭ ‬العلمي‭ ‬الثابت‭ ‬والصارم‭ ‬والفهم‭ ‬الوطني‭ ‬الصادق‭ ‬والواضح،‭ ‬تواصل‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬الأمل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬دورها،‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتأهيل،‭ ‬حتى‭ ‬نعد‭ ‬العدة‭ ‬لمستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬وغد‭ ‬كله‭ ‬أمل‭ ‬وإنجازات،‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬بالخير‭ ‬والرفاهية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سواعد‭ ‬الأبناء‭ ‬الفتية‭ ‬وعقولهم‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬تعلمت‭ ‬وتمرنت‭ ‬وتأهلت‭ ‬لتقود‭ ‬سفينة‭ ‬التنمية‭ ‬وإثبات‭ ‬وترسيخ‭ ‬حقيقة‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬معطاءة‭ ‬وأمة‭ ‬وثابة‭ ‬نحو‭ ‬المعالي،‭ ‬نبني‭ ‬ونشيد‭ ‬الواقع‭ ‬ونحلم‭ ‬ونخطط‭ ‬لامتلاك‭ ‬المستقبل‭.‬

إن‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬وهي‭ ‬تحتفل‭ ‬بأبنائها‭ ‬الخريجين،‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬توصل‭ ‬رسالة،‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بالخبز‭ ‬وحده‭ ‬يحيا‭ ‬الإنسان،‭ ‬بل‭ ‬الإنسان‭ ‬يحيا‭ ‬بالعلم‭ ‬ويتحلى‭ ‬بالحلم،‭ ‬ويسعي‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬ومن‭ ‬تأسيس‭ ‬وتخطيط‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬وتعمير،‭ ‬فما‭ ‬حك‭ ‬جلدك‭ ‬مثل‭ ‬ظفرك،‭ ‬وطلابنا‭ ‬الخريجون‭ ‬يحدوهم‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يشاركوا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬والارتقاء‭ ‬ويفعلوا‭ ‬حالة‭  ‬التنمية‭ ‬والتطوير،‭ ‬ويصنعوا‭ ‬مستقبل‭ ‬التقدم‭ ‬والنهوض،‭ ‬فلسنا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أشقائنا‭ ‬ومن‭ ‬جيراننا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬النمور‭ ‬الأسيوية،‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬نستطيع‭ ‬بحول‭  ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نلحق‭ ‬بهم‭ ‬وأن‭ ‬نقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬حضاريا‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬وبين‭ ‬الأخلاق‭ ‬والنهضة‭ ‬والرقي‭ ‬والقيم،‭ ‬وإننا‭ ‬بحق‭ ‬وبلا‭ ‬تزيد‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬الكثير‭ ‬لأوطاننا‭ ‬طالما‭ ‬توفرت‭  ‬لدينا‭ ‬الإرادة‭ ‬والإدارة،‭ ‬وهي‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬موفورة‭ ‬لدينا،‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬إلا‭ ‬السير‭ ‬قدما‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الآمال‭ ‬وصناعة‭ ‬المعجزات‭ ‬وهو‭ ‬أمل‭ ‬قريب‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬منا‭ ‬ببعيد‭ ‬ويقولون‭ ‬متى‭ ‬هو‭ ‬قل‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قريبا،‭ ‬دامت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬رائدة،‭ ‬ونحو‭ ‬المعالي‭ ‬قائدة‭ ‬وفي‭ ‬الخيرات‭ ‬ساعية،‭ ‬ودامت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬معطاءة‭ ‬وبين‭ ‬الجامعات‭ ‬شامة‭ ‬وعلامة‭ ‬وفي‭ ‬الختام‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬كلمة‭ ‬هامسا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬آذان‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلاب‭: ‬خذوا‭ ‬الأمر‭ ‬بجد‭ ‬واطلبوا‭ ‬العلم‭ ‬بسعي،‭ ‬وثقوا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يجزي‭ ‬العاملين‭ ‬ولا‭ ‬يخيب‭ ‬جهد‭ ‬المجاهدين،‭ ‬وتذكروا‭ ‬دائما‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭: ‬تعلموا‭ ‬العلم‭ ‬فإن‭ ‬تعلمه‭ ‬لله‭ ‬خشية‭ ‬ومدارسته‭ ‬تسبيح‭ ‬والبحث‭ ‬عنه‭ ‬جهاد‭... ‬وأخيرا‭ ‬وليس‭ ‬أخرا،‭ ‬أتمنى‭ ‬لكم‭ ‬أيها‭ ‬الطلاب‭ ‬مستقبلا‭ ‬مزهرا‭ ‬وعملا‭ ‬نافعا‭ ‬وحياة‭ ‬سعيدة،‭ (‬وقل‭ ‬اعملوا‭ ‬فسيرى‭ ‬الله‭ ‬عملكم‭ ‬ورسوله‭ ‬والمؤمنون‭)  ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.‬

 

{‭ ‬أستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬المشارك‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا