العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

الفنان القدير أحمد الحداد لـ«عالم الشهرة»: أدعو إلى ضرورة الاهتمام بالمطربين الوطنيين في المسرح الوطني
لُقبت بإبليس لأنني كنت دائما أرسم خطة لدخول آلة العود لأي بيت أدخله

كتبت‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

أمتلك أكثر من 900 «كاسيت» لسيمفونيات مختلفة


بعض المطربين لايقومون بتمرين أصواتهم إلا قبل الحفل بساعتين فيصبح الصوت «نشازا»


 

 

تصوير‭: ‬حسين‭ ‬عبدالله

في‭ ‬أمسية‭ ‬موسيقية‭ ‬ساحرة،‭ ‬اجتمعنا‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬المطرب‭ ‬القدير‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد،‭ ‬الذي‭ ‬أطرب‭ ‬آذاننا‭ ‬ببعض‭ ‬المواويل‭ ‬والأغاني‭ ‬مستعيدًا‭ ‬ذكرياته‭ ‬الغنية‭ ‬وتجربته‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬بداياته‭ ‬وارتباط‭ ‬عائلته‭ ‬بالموسيقى،‭ ‬وكيف‭ ‬شكلت‭ ‬تلك‭ ‬الذكريات‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬لامست‭ ‬قلوبنا،‭  ‬كان‭ ‬الحداد‭ ‬ولايزال‭  ‬حديثه‭ ‬مفعمًا‭ ‬بالشغف‭ ‬والحب‭ ‬للفن،‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

بداية‭ ‬عبّر‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬برؤية‭ ‬من‭ ‬يهتم‭ ‬بالفن‭ ‬والفنانين‭ ‬مبديًا‭ ‬استعداده‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭.‬

استهل‭ ‬الحداد‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭"‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬قائلاً‭: ‬بداياتي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬جاءت‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬بيوت‭ ‬الحدادة‭ ‬لديها‭ ‬آلة‭ ‬العود‭ ‬وبداياتنا‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬الناي‭ ‬وللعلم‭ ‬فإن‭ ‬تاريخ‭ ‬الأهل‭ ‬مرتبط‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بالعود‭.‬

ولُقبت‭ ‬بإبليس‭ ‬واطلق‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬علي‭ ‬عمي‭ ‬والد‭ ‬زوجتي‭ ‬وذلك‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬أرسم‭ ‬خطة‭ ‬لدخول‭ ‬آلة‭ ‬العود‭ ‬لأي‭ ‬بيت‭ ‬أدخله،‭ ‬فمثلا‭ ‬حين‭ ‬دخلت‭ ‬منزل‭ ‬خالي‭ ( ‬صار‭ ‬لديهم‭ ‬آلتي‭ ‬عود‭) ‬وبيت‭ ‬عمي‭ ‬الحاج‭ ‬يعقوب‭ ‬الحداد‭ ‬حين‭ ‬دخلت‭ ‬لديهم‭ ‬صار‭ ‬جميع‭ ‬أبنائه‭ ‬يعزفون‭ ‬العود‭ ‬وأحد‭ ‬أبناء‭ ‬عمي‭ ‬كان‭ ‬عازفا‭ ‬ثم‭ ‬اعتزل‭ ‬المجال‭ ‬الآن‭.‬

وأخذنا‭ ‬الحداد‭ ‬لذكرياته‭ ‬سابقًا‭ ‬مع‭ ‬مطوّع‭ ‬الفريج‭ ‬فقال‭:  ‬من‭ ‬بين‭ ‬ذكرياتنا‭ ‬في‭ ‬الفريج‭ ‬سابقا‭ ‬كان‭ "‬حجي‭ ‬مبارك‭" (‬مطوّع‭ ‬الفريج‭)‬،‭ ‬جاد‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬تدريسه‭ ‬لنا‭ ‬وكان‭ ‬دومًا‭ ‬يحمل‭ ‬خيزرانته‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يضربنا‭ ‬،‭ ‬كنا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬الخيزرانة‭ ‬وكان‭ ‬شديد‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تربينا‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬التعليمية‭.‬

 

وعن‭ ‬بداياته‭ ‬قال‭ ‬الحداد‭: ‬في‭ ‬بداياتي‭ ‬كنت‭ ‬أغني‭ ‬لناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬وفهد‭ ‬البلام‭ ‬وفريد‭ ‬الأطرش‭ "‬حبيب‭ ‬الحدادة‭"‬،‭ ‬وغنيت‭ ‬لمحمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وعبدالحليم‭ ‬وحين‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬العود‭ ‬بدأت‭ ‬أغني‭ ‬لكوكب‭ ‬الشرق‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬لأن‭ ‬الغناء‭ ‬لأم‭ ‬كلثوم‭ ‬ليس‭ ‬سهلا‭ ‬والحمد‭ ‬الله‭ ‬استطعت‭ ‬الغناء‭ ‬لأم‭ ‬كلثوم‭.‬

وواصل‭ ‬حديثه‭ ‬قائلاً‭: ‬كنت‭ ‬استمع‭ ‬للكثير‭ ‬وغنيت‭ ‬للكثير‭ ‬ولا‭ ‬استثني‭ ‬أي‭ ‬شعب‭ ‬في‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وأمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬900‭ ‬كاسيت‭ ‬لسيمفونيات‭ ‬مختلفة‭ ‬وكذلك‭ ‬بلدان‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ (‬قبرص‭ ‬واليونان‭ ‬وإيطاليا‭) ‬والهند‭ ‬وتايلند‭ ‬وآسيا‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمنافسات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬فأوضح‭ ‬لنا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬كانت‭ ‬متساوية‭ ‬بين‭ ‬النجوم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ "‬سكة‭ " ‬فيها‭ ‬نادي‭ ‬وكل‭ ‬نادي‭ ‬فيه‭ ‬ثلاث‭ ‬فرق‭ ‬موسيقية‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬كل‭ "‬فريج‭" ‬فيه‭ ‬نادي‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬التنافس‭ ‬قوي‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬نادي‭ ‬جمهوره‭ ‬ولكل‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬جمهورها‭ ‬وكان‭ ‬جميع‭ ‬المطربين‭ ‬تقريبا‭ ‬يغنون‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭.‬

وشاركنا‭ ‬الحداد‭ ‬موقفا‭ ‬حدث‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬قائلا‭: ‬ذات‭  ‬يوم‭ ‬حدثت‭ ‬حادثة‭ ‬حيث‭  ‬اتصل‭ ‬لي‭ ‬صديقي‭ ‬ناصر‭ ‬الذوادي‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬الاستعداد‭ ‬للحضور‭ ‬معه‭ ‬لحفل‭ ‬وفي‭ ‬الطريق‭ ‬أخبرني‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬أنني‭ ‬أنا‭ ‬المطرب‭ ‬الذي‭ ‬سيقدم‭ ‬الحفل‭ ‬فهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الحفل‭ ‬لفرقة‭ ‬غربية‭ ‬وعند‭ ‬وصولي‭ ‬قام‭ ‬صديقي‭ ‬بإخبار‭ ‬الجمهور‭ ‬أنني‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬سيقدم‭ ‬الحفل‭ ‬و‭ ‬أوضح‭ ‬لهم‭ ‬سبب‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والفرقة‭ ‬الغربية،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحفل‭ ‬غنيت‭ "‬الربيع‭" ‬و‭ "‬أول‭ ‬همسة‭" ‬و‭ ‬بعض‭ ‬أغاني‭ ‬فريد‭ ‬الأطرش‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬الجمهور‭ ‬مولع‭ ‬بها‭ ‬آنذاك،‭ ‬قضيت‭ ‬تقريبا‭ ‬4‭ ‬ساعات‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬وكان‭ ‬الجمهور‭ ‬مستمتعًا‭ ‬جدا‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الموسيقى‭ ‬فأوضح‭ ‬بأنه‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬كثيرًا‭ ‬حيث‭ ‬تعلّم‭ ‬النوتات‭ ‬وأنواع‭ ‬الفولكلور‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬لاكتساب‭ ‬معرفة‭ ‬الناس‭ ‬والملحنين‭.‬

وأضاف‭ ‬الحداد‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينتعش‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬وطنية‭ ‬تسجل‭ ‬أغاني‭ ‬المطربين‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬أندية‭ ‬تهتم‭ ‬بالموسيقى‭.‬

وقال‭ ‬الحداد‭: ‬انا‭ ‬مستعد‭ ‬للغناء‭ ‬دومًا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬دُعيت‭ ‬للغناء‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬مادام‭ ‬لدي‭ ‬الوقت‭ ‬لذلك‭ ‬فلن‭ ‬أمانع،‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكسب‭ ‬من‭ ‬الموسيقى‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬وعن‭ ‬عدد‭ "‬الكاسيتات‭" ‬التي‭ ‬أنتجها‭ ‬قال‭: ‬عملت‭ ‬كاسيت‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬مواويل‭ ‬جميعها‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬وأشعار‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة،‭ ‬ثم‭ ‬ثلاث‭ ‬أغاني‭ ‬كذلك‭ ‬للشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭.‬

وعتب‭ ‬الحداد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬كتّاب‭ ‬الأغاني‭ ‬الذين‭ ‬ينكرون‭ ‬تعاونهم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المطربين‭ ‬بينما‭ ‬يذكرون‭ ‬تعاونهم‭ ‬مع‭ ‬آخرين‭ ‬معتبرًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬تهميش‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬كتّاب‭ ‬الأغاني‭.‬

واختتم‭ ‬الحداد‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭"‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬قائلاً‭: ‬ياريتني‭ ‬قدمت‭ ‬الكثير‭ ‬للفن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لجماهير‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قدمت‭ ‬فني‭ ‬لعدد‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭.‬

ودعا‭ ‬الحداد‭ ‬لضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمطربين‭ ‬الوطنيين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬وضرورة‭ ‬تدريبهم‭ ‬وتمرينهم‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬وتدريب‭ ‬الأصوات‭ ‬لتكون‭ ‬مؤهلة‭ ‬للغناء‭ ‬على‭ ‬المسرح‭.‬

و‭ ‬أوضح‭ ‬الحداد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المطربين‭ ‬لدينا‭ ‬لايقومون‭ ‬بتمرين‭ ‬أصواتهم‭ ‬إلا‭ ‬قبل‭ ‬الحفل‭ ‬بساعتين‭ ‬فقط‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬سيء‭ ‬و‭"‬نشاز‭" ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يتعب‭ ‬الحنجرة‭ ‬والأوتار‭ ‬الصوتية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬دائم‭ ‬الغناء‭ ‬وتمرين‭ ‬صوته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الحزن‭ ‬أو‭ ‬الفرح‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا