القاهرة - (أ ف ب): أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس أن «الوضع في غزة مروع وكارثي»، محذّرا من أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع قد ترقى إلى «أخطر الجرائم الدولية».
وتستضيف العاصمة المصرية مؤتمرا دوليا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة على المستوى الوزاري بمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين عن منظمات دولية وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وفي خطاب تلته مساعدته أمينة محمد أثناء المؤتمر، حضّ جوتيريش المجتمع الدولي على «بناء أسس السلام المستدام في غزة وفي أنحاء الشرق الأوسط».
وقال: إن «سوء التغذية متفش.. المجاعة وشيكة. في الأثناء، انهار النظام الصحي».
وأضاف أن غزة بات لديها الآن «أكبر عدد في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف نسبة إلى عدد السكان» إذ «يخسر العديدون أطرافا ويخضعون لعمليات جراحية بدون بنج حتى».
كما انتقد الأمين العام القيود المشددة على إيصال المساعدات، واصفا المستويات الحالية بأنها «غير كافية بشكل كبير». وقال جوتيريش أمس إن حصار غزة «ليس أزمة مرتبطة بالمسائل اللوجستية» بل هو «أزمة رغبة سياسية واحترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي».
وذكرت الأونروا بأن جميع محاولاتها لإيصال المساعدات إلى شمال غزة قوبلت إما بـالمنع وإما بالعرقلة بين السادس من أكتوبر 2024 و25 نوفمبر.
وأكد جوتيريش أن الأونروا هي «طوق نجاة لا يمكن استبداله بالنسبة الى ملايين الفلسطينيين»، مضيفا أنه «إذا أُجبرت الأونروا على الإغلاق، فستتحمل إسرائيل.. مسؤولية إيجاد بديل لخدماتها الحيوية».
وفي خطابه أثناء المؤتمر، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: إن الوكالة «ما زالت العمود الفقري للاستجابة الإنسانية» في غزة. ودعا للاستناد إلى «إطار عمل سياسي وقانوني دولي قوي» لضمان تواصل دخول المساعدات إلى غزة.
وأضاف: «من دون ذلك، لا يمكن للعاملين في المجال الإنساني، مهما بلغ مستوى تضحيتهم وشجاعتهم، البقاء وإيصال المساعدات».
وحذر وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا خلال كلمته أمام المؤتمر من خطورة ازدواجية المعايير على مصداقية المنظومة الدولية، وندد بمساعي إسرائيل لحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بما ينتهك القوانين الدولية.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن الدعوة لهذا المؤتمر جاءت مشتركة من مصر والأمم المتحدة بهدف «تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، فضلا عن دعم جهود التعافي المبكر».
وأضاف أن العدوان المستمر على القطاع منذ أكثر من عام «خلف حجما هائلا وغير مسبوق من الدمار الذي يحتاج إلى عقود من الزمن لإصلاحه» ما يتطلب إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل فوري ومستدام وتنفيذ خطط للتعافي المبكر من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى ورعاية صحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك