شهد السوق العقاري في العالم خلال الـ 15 عاما الماضية تغيرا كبيرا سواء من حيث طرق عرض العقارات أو بيعها أو شرائها أو تسويقها أو إدارتها، أضف الى ذلك تزايد مشاريع المجتمعات السكنية خاصة في الدول العربية. وبالطبع كل تغيير يقدم إيجابيات وبنفس الوقت سلبيات.
هذا ما يتناوله الخبير العقاري أشرف علام في قناته المخبر العقاري، موضحا انه منذ عام 2008 وما حدث من فقاعة وصدمة عقارية، بدأت الاسواق العقارية في العالم تتغير وتبحث عن حلول وتطور القوانين من أجل ضمان تحكم أفضل في السوق العقاري لتجنب حدوث فقاعة عقارية أخرى في العالم. وكان لهذه التغيرات جوانب ايجابية وسلبية. ومن أبرز الجوانب السلبية:
- ظهور مشاكل تتعلق بأنواع جديدة من العقارات التجارية لم تكن معروفة أو دارجة في الاستثمار سابقا مثل المكاتب والمحلات والاستثمار الفندقي والطبي وغيرها. ولأنها جديدة برزت العديد من المشاكل الناتجة عن قلة الخبرة في هذا النوع من الاستثمار العقاري سواء من حيث الزبائن أو العارضين أو حتى المطورين أنفسهم. وعلى الرغم من ذلك استطاعت العديد من الشركات ان تطور هذا الاستثمار.
-انتشار التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور شركات متخصصة في هذا الجانب. وهنا باتت معايير قياس نجاح المطور تعتمد على حجم الدعاية التي يقدمها عبر هذه الوسائل وليس جودة المنتج العقاري. ولا يمكن ان ننكر أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في رفع نسب المبيعات للعديد من المشاريع ولكن لا يكون هذا مقياسا للجودة، والواقع اثبت وجود الكثير من المشاكل في مبيعات السوشيال ميديا. -تقديم وعود جديدة غير قابلة للتنفيذ مثل الايجار الالزامي والتفويض بالإيجار وغيرها، كأن يبادر المطور الى تطوير مشروع من دون وجود رأس المال، والاعتماد على الحصول على تمويلات مقابل تقديم امتيازات وتخفيضات ونسب من الارباح. وهذا ما قاد في كثير من الاحيان الى ما يعرف بتوظيف الأموال ولكن بشكل سلبي.
-انتشار خدمات التوصيل حتى في السوق العقاري. وبات يمكن الشراء عبر الانترنت وبالمراسلة من دون حتى مشاهدة المشروع أو التحقق من الأوراق والمستندات. وهذا ما خلق الكثير من المشاكل اللاحقة. أضف الى ذلك أن هناك تطبيقات تسمح بالتعامل المباشر بين البائع والزبون من دون طرف ثالث، وهذا من أسوأ الخطوات بالنسبة للمشتري الذي يحتاج الى التعامل مع عدة وسطاء عقاريين والحصول على أكثر من رأي. ويضيف الخبير العقاري أشرف علام: بالمقابل أفرزت التغيرات التي حدثت في السوق العقاري ايجابيات عديدة منها:
-إمكانية الاطلاع على السوق العقاري في اي مكان في العالم، بل ومشاهدة العقار والتجول فيه بشكل افتراضي. وهذا ما يوفر الكثير من الوقت والجهد للمستثمر او المشتري.
-إمكانية اختيار الديكورات والتأثيث المناسب للمنزل من خلال تطبيقات متخصصة، بحيث يمكن وضع ديكورات افتراضية للمنزل عبر تلك التطبيقات واختيار التصاميم والالوان والأحجام المناسبة.
-امكانية الاطلاع على اسعار البيع الحقيقية في السوق العقاري، بل وسعر العقار المراد بيعه أو شراؤه خلال الفترة الماضية، وهذا ما يضمن اتخاذ القرار الصحيح للبيع او الشراء بعيدا عن السعر المعروض.
- إيجاد سبل جديدة للتعلم واكتساب الخبرات والمهارات العقارية خاصة بالنسبة للعاملين في هذا القطاع. مثل الالمام بمفهوم الفقاعة العقارية وعلاماتها. لذلك بات الكثير من العملاء على وعي ودراية أكثر حتى من الوسيط الذي يتعاملون معه.
-أسهمت التكنولوجيا في ظهور التطبيقات المرتبطة بالإيجار القصير الأجل، حيث بات بالإمكان عرض العقار في جميع انحاء العالم مع كافة المعلومات، وكذلك الحجز والدفع، بل بات العائد العقاري لهذا النوع من التأجير اكبر من التأجير التقليدي.
-الاعتماد على هذه الوسائل الحديثة وبالطرق الواعية يوفر إمكانية أكبر للمتعاملين في السوق العقارية مثل تكنولوجيا البلوك تشين، مثل اتمام المعاملات العقارية الرسمية بشكل آلي ومن دون حتى الرجوع إلى أي جهة أو تدخل أي طرف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك