الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مبادرة «قرم البحرين».. والشراكة المجتمعية
الحياة الطبيعية والبيئة الخضراء وأشجار القرم والحياد الكربوني.. جميعها مفردات وكلمات وعبارات، أصبح المواطن يسمعها كثيرا، ويتابعها في الأخبار، وغدت محل اهتمام العالم وتوجهاته.
وقد لاحظنا جميعا أن مملكة البحرين دشنت العديد من الحملات والمبادرات والبرامج والمشاريع بشأن التشجير، وذلك انطلاقا من حرصها على تبني وتنفيذ المبادرات والخطط الهادفة إلى الحفاظ على البيئة وضمان استدامة مواردها من أجل غدٍ أفضل للجميع، ودعما لمبادرات خطة العمل الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني التي أعلنها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وبالأمس، في مبادرة جميلة ورائعة، وتشجيعا للشراكة المجتمعية والمسؤولية الوطنية، تفضل سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة بزراعة عدد من أشجار القرم، في سلاح الجو الملكي البحريني، إيذانًا بتدشين مبادرة «قرم البحرين» الهادفة إلى دعم الجهود الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي، ومضاعفة أشجار القرم بمعدل أربعة أضعاف في مملكة البحرين بحلول عام 2035.
مبادرة «قرم البحرين».. تأتي ضمن استراتيجية عامة شاملة ومدروسة، تقوم بها مملكة البحرين فهناك التزام بشأن خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% بحلول عام 2035، والوصول الى الحياد الكربوني عام 2060، كما تم اعتماد سلسلة من المبادرات الوطنية، من ضمنها إطلاق خطة العمل الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني، وخطة التشجير لمملكة البحرين التي تهدف إلى زراعة 3.6 ملايين شجرة، إلى جانب إطلاق أسبوع الشجرة وإقراره كمناسبة سنوية في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر من كل عام، والعديد من المبادرات التي تحظى بمتابعة مستمرة على المستويات كافة.
كما أن انضمام مملكة البحرين الى أعضاء مبادرة «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا، جسد الاهتمام والحرص على تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات المعنية بحماية البيئة وتحقيق الأمن المناخي.
لذلك، فإن الوعي بأهمية زراعة أشجار القرم في مملكة البحرين وتعزيز الشراكة المجتمعية لتحقيق الأهداف البيئية، ليست ترفا زائدا، ولا هدفا هامشيا، لكنها من ركائز الخطط الاستراتيجية للحياة الطبيعية والبيئة الخضراء، بل أجزم أنها تسهم في بناء بيئة أكثر نقاء وصحة وجمال للأجيال القادمة.
أشجار القرم لها فوائد عديدة، وهناك بحوث ودراسات حولها، يكفي أنها تتميز بمقدرة كبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ولها دورٌ بارز في النظام البيئي من بين جميع الأنواع في الطبيعة حيث يعتبر القرم من الأنواع الأكثر فائدة في النظام البيئي.
لقد حبانا الله وأنعم علينا في مملكة البحرين بوجود أشجار القرم وسهولة زراعتها، وهناك دول استفادت منها في المجال الصحي والاقتصادي والاستثماري والصناعي، بجانب المجال البيئي.. ولا بد أن نسهم اليوم في المشاركة في هذه المبادرة.. فاليوم نزرع.. وغدا أبناؤنا والأجيال القادمة تحصد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك