السفير د. عبدالله الأشعل
الإلحاد هو إنكار وجود الله ويترتب على ذلك عدم الاعتراف بالقرآن الكريم وبكل الأنبياء وبأي مظاهر تثبت وجود الله وكذلك الكفر والكفر هو تغطية العقل حتى لا يرى الله ولا يدركه ولذلك أكد القرآن الكريم أن الله سبحانه يمكن أن يضله لقوله تعالى: ( لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)ومن باب أولى فإن النفس البشرية للملحد وللكافر غير سوية ومع ذلك ورغم إنكارهما وجود الله فإن القرآن الكريم أخبرنا أنهم يعترفون بوجود الله في آيات الذكر الحكيم مثل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) والفرق بين الإلحاد والكفر هو أن الكفر كفر بالرسالات ومخاصمة الأنبياء ولذلك فإن في كل العصور في مسيرة الأنبياء كفارا وإن كان الأشهر فيهم هم كفار قريش أما الملحد فقد ينتمي إلى شريعة من الشرائع وفي هذه الحالة ارتد إلى الكفر فالقاعدة المشتركة بين الكفر والإلحاد هو إنكار وجود الله إذا كان الإلحاد درجات فإن الكفر درجة واحدة وفي قوله تعالى حكمة بالغة: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك).
أما الشرك فهو أن يشرك مع الله إلها آخر فعبدة الأصنام يستبدلون الله بالصنم وكما يقول الأستاذ العقاد في كتابه الله (إن الإنسان مفطور على عبادة أحد أيا يكن هو الله أو الأصنام فالإنسان يختزن طاقة العبادة وعندما عرض عليه رسالات الأنبياء والرسل استجاب القلة منهم كما تردد آخرون وأما الكثرة الباقية فقد جاهرت بالكفر).
وهناك مصطلح الطغيان وهي مسألة دقيقة ظهرت في قصة موسى عليه السلام ونعتقد أن فرعون لم يكفر وإنما ادعى الألوهية لأسباب سياسية بينما اعتبر المصريون الفرعون إلها وعبدوه بهذه الصفة ولذلك قال القرآن فيهم: (إنهم كانوا قوما فاسقين) مع ملاحظة أن الشعوب الأخرى عبدت الأصنام والأوثان والظواهر الطبيعية أما المصريون فقد عبدوا شخصا هو الفرعون ولذلك فإن الفسوق أشد من الكفر أو هو مجاهرة بالكفر.
وقد حاول فرعون أن ينجو من الغرق عندما تعقب موسى فكان كبره وحرجه هو السبب في أنه عندما آمن لم يقل ذلك صراحة حيث قال آمنت يما آمنت به بنو إسرائيل ولكن الله أبلغه بأنه تأخر ثم إنها حيلة ماكرة فجعل الله غرقه درسا لمن بعده.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك