العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

(تأملات إيمانية فـي آيات القرآن الكريم)
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)

الجمعة ١٠ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

د‭. ‬محمد‭ ‬عطا‭ ‬مدني

انتشرت‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬تجارة‭ ‬وتعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬وأهمها‭ ‬السموم‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تصنّع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المعامل‭ ‬الصغيرة‭ ‬والتي‭ ‬تسبب‭ ‬الإدمان‭ ‬عند‭ ‬تعاطيها‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬كما‭ ‬ضُبطت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬حبوب‭ ‬المخدرات‭ ‬محشوة‭ ‬مع‭ ‬الحلويات‭ ‬والسكاكر‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬الأطفال،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬واجب‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬اليقظة‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬مروجي‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الخطرة،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬أفرادا‭ ‬أو‭ ‬جماعات‭ ‬أو‭ ‬منظمات،‭ ‬أو‭ ‬دولا‭ ‬تحاول‭ ‬الإضرار‭ ‬بمجتمعاتنا‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭ ‬بنوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الحروب،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشلت‭ ‬الحروب‭ ‬بشكلها‭ ‬التقليدي‭.‬

وتعرّف‭ ‬كلمة‭ (‬مخدر‭) ‬بأنها‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬تسبب‭ ‬النوم‭ ‬أو‭ ‬الكسل‭ ‬أو‭ ‬التغييب‭ ‬للعقل‭ ‬أو‭ ‬الإضرار‭ ‬بالجسم،‭ ‬وهي‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬أنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭: ‬المنومات،‭ ‬والمسكنات،‭ ‬والمنبهات،‭ ‬والمهلوسات،‭ ‬والسموم‭ ‬الطبية،‭ ‬وغيرها‭. ‬ويؤدي‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬لدرجة‭ ‬الإدمان‭ ‬إلى‭ ‬تسمم‭ ‬الجسم‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬اضطرابات‭ ‬جسمية‭ ‬وعقلية،‭ ‬وبعضها‭ ‬يسبب‭ ‬هبوطا‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬وفساد‭ ‬الاستدلال‭ ‬والتوجيه‭ ‬والشعور،‭ ‬كما‭ ‬يشعر‭ ‬المتعاطي‭ ‬بأن‭ ‬تفكيره‭ ‬ضبابي‭ ‬ومشوش‭ ‬(Fuzzy).‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعاطي‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تلف‭ ‬المخ‭ ‬وتدهور‭ ‬العقل‭ ‬والإضرار‭ ‬بكل‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬يسبب‭ ‬زيادة‭ ‬نشاط‭ ‬خلايا‭ ‬المخ‭ ‬بادئا‭ ‬بالقشرة‭ ‬المخية،‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬ظاهرا‭ ‬ومصحوبا‭ ‬بحدة‭ ‬في‭ ‬الانتباه‭ ‬والإدراك،‭ ‬ثم‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬هياج‭ ‬وارتباك‭ ‬وهلوسة،‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬المتعاطي‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم،‭ ‬أو‭ ‬يصاب‭ ‬بتشنجات‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬الانتحار‭ ‬أحيانا‭.‬

وبعض‭ ‬هذه‭ ‬العقاقير‭ ‬ترفع‭ ‬حدة‭ ‬الاتصالات‭ ‬بين‭ ‬خلايا‭ ‬المخ‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إثراء‭ ‬في‭ ‬الإدراك‭ ‬الحسي‭ ‬واستدعاء‭ ‬الذكريات‭ ‬والتخيلات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬شبيهة‭ ‬بالجنون‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬الكفاءة‭ ‬العقلية‭ ‬والحركية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إدراك‭ ‬الزمان،‭ ‬والحكم‭ ‬العقلي‭ ‬والخلقي‭ ‬قد‭ ‬يتعطل،‭ ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬للبعض‭ ‬اضطرابات‭ ‬سلوكية‭ ‬شديدة‭ ‬أشبه‭ ‬بالتسمم‭ ‬الكحولي‭ ‬الباثولوجي،‭ ‬وربما‭ ‬تنطوي‭ ‬السلوكيات‭ ‬على‭ ‬استجابات‭ ‬ذهنية‭ ‬حادة‭.‬

ولتسهيل‭ ‬بيع‭ ‬ونشر‭ ‬هذه‭ ‬السموم،‭ ‬انتشرت‭ ‬عدة‭ ‬أسماء‭ ‬سهلة‭ ‬الاستخدام‭ ‬على‭ ‬الآذان‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬العربية،‭ ‬منها‭ ‬الصاروخ،‭ ‬والعجوة،‭ ‬والتعويذة،‭ ‬والآيز‭ ‬الخطير‭ ‬وغيرها،‭ ‬وقد‭ ‬تعمد‭ ‬التجار‭ ‬نشر‭ ‬تلك‭ ‬الأسماء‭ ‬لتكون‭ ‬سهلة‭ ‬النطق،‭ ‬قوية‭ ‬الوقع،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬المتعاطين‭.‬

لقد‭ ‬حاول‭ ‬جميع‭ ‬فقهاء‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬يتوصلوا‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬فاصل‭ ‬حول‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أو‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬المطهرة،‭ ‬وليس‭ ‬فيها‭ ‬حد‭ ‬أو‭ ‬كفارة،‭ ‬وكان‭ ‬منهجهم‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬الإيضاحات‭ ‬التي‭ ‬تنفي‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬أي‭ ‬شك،‭ ‬وقد‭ ‬توصل‭ (‬ابن‭ ‬تيمية‭) ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬المخدرات‭ ‬وبني‭ ‬حكمه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإيضاح‭ ‬الإسلامي‭ ‬لكلمة‭ ‬خمر‭ (‬كحوليات‭) ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُذهب‭ ‬العقل‭ ‬ويُخرج‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬تحكم‭ ‬الذهن‭ ‬فهو‭ ‬محرم‭ ‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬مادة‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬جزئي‭ ‬أو‭ ‬كلي‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬أو‭ ‬الجسم‭ ‬تعد‭ ‬محرمة،‭ ‬وكذلك‭ ‬كل‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬التغييرات‭ ‬البدنية‭ ‬والعقلية،‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬النفس‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬تعد‭ ‬كذلك‭ ‬محرمة‭.‬

وهناك‭ ‬مبدأ‭ ‬إسلامي‭ ‬قانوني‭ ‬يحرّم‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬أكل‭ ‬أو‭ ‬شرب‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬يقتله‭ ‬سريعا‭ ‬أو‭ ‬تدريجيا،‭ ‬مثل‭ ‬أنواع‭ ‬السموم‭ ‬المختلفة،‭ ‬لأن‭ ‬الفرد‭ ‬المسلم‭ ‬غير‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬إيذاء‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬أهله‭. ‬إن‭ ‬حياته‭ ‬وصحته‭ ‬وماله‭ ‬منّة‭ ‬ونعمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يهدر‭ ‬هذه‭ ‬النعمة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬النهي‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭ ‬تعالى‭ (‬وَلَا‭ ‬تُلْقُواْ‭ ‬بِأَيْدِيكُمْ‭ ‬إِلَى‭ ‬التهلكة‭) (‬البقرة‭ ‬195‭).‬

كما‭ ‬يحضرنا‭ ‬حديث‭ ‬المصطفى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬سعيد‭ ‬الخدري‭ ‬رضي‭ ‬الله‭: ‬‮«‬لا‭ ‬ضَرَرَ‭ ‬ولا‭ ‬ضِرَار‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬رواه‭ ‬ابن‭ ‬ماجه‭ ‬وعبادة‭ ‬بن‭ ‬الصامت،‭ ‬وكذلك‭ ‬رواه‭ ‬أحمد‭ ‬ومالك،‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬جميعا،‭ ‬وهو‭ ‬يمثل‭ ‬قاعدة‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬التشريع،‭ ‬وقواعد‭ ‬الأخلاق‭ ‬والتعامل‭ ‬بين‭ ‬الخلق،‭ ‬وهي‭ ‬دفع‭ ‬الضرر‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعه‭ ‬ومظاهره،‭ ‬فالضرر‭ ‬محرم‭ ‬وإزالة‭ ‬الضرر‭ ‬واجب‭.‬

إن‭ ‬محاربة‭ ‬هذه‭ ‬الآفات‭ ‬التي‭ ‬تدمر‭ ‬المجتمعات‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬مهمة‭ ‬وضرورية‭ ‬أولها‭: ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬النشء‭ ‬والشباب،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬عقولهم‭ ‬وعلى‭ ‬صحتهم‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬التدهور‭. ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتضمنها‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬وكذلك‭ ‬المحاضرات‭ ‬والندوات‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والأندية‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والرياضية،‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬أضرار‭ ‬المخدرات‭ ‬الجسيمة،‭ ‬وبيان‭ ‬ذلك‭ ‬بوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمقروءة‭. ‬وقد‭ ‬أحسنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بالبحرين‭ ‬صنعا‭ ‬عندما‭ ‬نظمت‭ ‬محاضرة‭ ‬توعوية‭ ‬حول‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬لأعضاء‭ ‬نادى‭ ‬البديّع‭ ‬الثقافي،‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬الجاري،‭ ‬قدمتها‭ ‬شعبة‭ ‬الإعلام‭ ‬الجنائي‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬رائع‭ ‬وهو‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬هذه‭ ‬المحاضرة‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئية‭ ‬لتعم‭ ‬فوائدها‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬يجب‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬الرادعة‭ ‬ضد‭ ‬المهربين‭ ‬وتجار‭ ‬المخدرات،‭ ‬حيث‭ ‬تتسبب‭ ‬فئة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬المروجين‭ ‬في‭ ‬الموت‭ ‬السريع‭ ‬والبطيء‭ ‬للمئات‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬إعاقة‭ ‬الآلاف‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬أعمالهم،‭ ‬وعن‭ ‬مشاركتهم‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬وتقف‭ ‬حائلا‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬إيجاد‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للتعلم،‭ ‬والتفرغ‭ ‬لعبادة‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭. ‬فمن‭ ‬الواجب‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ويجب‭ ‬تطبيق‭ ‬عقوبة‭ (‬التعزير‭) ‬وهي‭ ‬عقوبة‭ ‬مناسبة‭ ‬ومفتوحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وتتراوح‭ ‬بين‭ ‬الجلد‭ ‬والإعدام،‭ ‬ويقدرها‭ ‬الحاكم‭ ‬أو‭ ‬القاضي‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬مناسبة‭ ‬الجُرم‭ ‬ومقدار‭ ‬أضراره‭ ‬على‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وهذه‭ ‬العقوبة‭ ‬توضح‭ ‬عظمة‭ ‬الفقه‭ ‬والتشريع‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭. ‬قال‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬المائدة‭: (‬إِنَّمَا‭ ‬جَزَاءُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يُحَارِبُونَ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَرَسُولَهُ‭ ‬وَيَسْعَوْنَ‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬فَسَادًا‭ ‬أَن‭ ‬يُقَتَّلُوا‭ ‬أَوْ‭ ‬يُصَلَّبُوا‭ ‬أَوْ‭ ‬تُقَطَّعَ‭ ‬أَيْدِيهِمْ‭ ‬وَأَرْجُلُهُم‭ ‬مِّنْ‭ ‬خِلَافٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬يُنفَوْا‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬ذلك‭ ‬لَهُمْ‭ ‬خِزْيٌ‭ ‬فِي‭ ‬الدُّنْيَا‭ ‬وَلَهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الْآخِرَةِ‭ ‬عَذَابٌ‭ ‬عَظِيمٌ‭)(‬33‭).‬

وثالث‭ ‬هذه‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والعناية‭ ‬الطبية‭ ‬المركزة‭ ‬للمتعاطين‭ ‬والمدمنين‭ ‬الأبرياء‭ ‬الذين‭ ‬وقعوا‭ ‬في‭ ‬حبائل‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬المجرمة،‭ ‬بعد‭ ‬إقناعهم‭ ‬بضرورة‭ ‬هذه‭ ‬المخدرات‭ ‬لتنشيطهم‭ ‬أيام‭ ‬الاختبارات،‭ ‬أو‭ ‬أهميتها‭ ‬لشحن‭ ‬الطاقة‭ ‬الجنسية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬

وضرورة‭ ‬تأهيلهم‭ ‬نفسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬شخصية‭ ‬المدمن،‭ ‬ومعرفة‭ ‬جوانب‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬في‭ ‬شخصيته،‭ ‬ودراسة‭ ‬سمات‭ ‬تلك‭ ‬الشخصية‭ ‬وخصائصها،‭ ‬ومعرفة‭ ‬كل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬النفسية‭ ‬له،‭ ‬ومدى‭ ‬التوافق‭ ‬النفسي‭ ‬والعقلي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للمُدمن‭. ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬خطوات‭ ‬التأهيل‭ ‬النفسي،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭ ‬والسقوط‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬خطير‭ ‬ومدمر‭ ‬يصعب‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا