يمسك الفلاح بحفنة من الحبوب أو البذور ويبذرها في أرضه التي هيأها للإنبات ونمو النبات المطلوب زراعته.
تسقط الحبوب والبذور عشوائيا على التربة وبعد مدة قليلة تنبت الحبوب والبذور وتعطي الجذير الذي يتجه إلى الأرض وتعطي الرويشة التي تتجه إلى أعلى في الهواء.
الجذر مهمته الأصلية تثبيت النبات في التربة وامتصاص الماء والمعادن والأملاح وبعض المخصبات من التربة، لذلك اتجه الجذير من الحبة أو البذرة إلى مكان وظيفته أما الرويشة فقد اتجهت إلى الهواء لأنها ستعطي الساق الحامل للأوراق التي ستقوم بعملية البناء الضوئي وتثبيت طاقة الشمس وثاني أكسيد الكربون الجوي وهيدروجين الماء الصاعد من الجذر، ويحمل الساق البراعم الخضرية والفروع والبراعم الزهرية والثمار الناتجة منها.
بالدراسة والبحث وجد الباحثون العلميون أن أهم العوامل المتسببة في سلوك الجذير والرويشة والجذر والساق هي مجموعة المركبات الكيماوية تنتج بكميات ضئيلة جدا، ويظهر تأثيرها الحيوي بعيدا عن مراكز تكوينها تسمى بالهرمونات النباتية (plant Hormons).
بالدراسة والبحث العلمي قسم الباحثون الهرمونات النباتية تبعا لفعلها الحيوي إلى:
هرمونات منشطة للنمو أو المنشطات (Activators)، وهرمونات مثبطة للنمو (Inhabitors) وتوضع تلك المثبطات والمنشطات في قسم واحد يسمى بمنظمات النمو (Growth Hormons) أو المنظمات (Regulators).
وتقسم منشطات النمو النباتية تبعا لتركيبها الكيماوي وفعلها الحيوي إلى:
1- الأوكسينات (Auxins).
2- الجبريللينات (Gibberllnis)
3- السيتوكينينات (Cytokinins)
4- الإيثيلين (Ethylens)
وتقسم مثبطات النمو تبعا لتركيبها الكيماوي وفعلها الحيوي إلى:
1- حامض التسقيط (Abscisec Acid)
2- الفينولات (Phenoles)
أولا: الأوكسينات (Auxins):
تنتج الأوكسينات في القمم النامية للنبات الزهري وتؤدي الى زيادة نمو الساق في الطول، وزيادة لدونة (Plasticity) ومرونة (Elasticity) جدر خلايا النبات مما يؤدي إلى استطالتها عندما تتدفق فيها السوائل الداخلية، وإذا نظرنا إلى حقل نبات دوار الشمس تلاحظ عجبا أن كل قمم سيقان النباتات تتجه نحو شروق الشمس حتى ظن الجهلاء أن النبات يعبد الشمس فسموه بعباد الشمس، ولكن الحقيقة العلمية تبين أن أشعة الشمس تؤثر في كمية الأوكسين في الناحية المقابلة للضوء فتقللها فيقل نمو هذه القمم النامية من الساق ويزداد نمو الناحية البعيدة عن الشمس فتكون النتيجة هذا الاتجاه المعهود في النبات ناحية الضوء.
والأوكسينات تؤدي إلى زيادة معدل انقسام الخلايا النباتية مع زيادة محتواها النووي (DNA) والبروتين وزيادة تدفق السوائل إلى داخل الخلية فيزداد ضغط امتلائها فيستطيل جدارها.
ويشجع الأوكسين نمو الجذور العرضية على العقد الساقية القريبة من الأرض، وتستغل هذه الخاصية في زراعة العقل الساقية.
والمعاملة بالأوكسين تطيل العمر الخضري للنبات، وتمنع تكوين الأزهار، وتستغل هذه الخاصية في إنتاج المحاصيل الخضرية الورقية والخضروات.
وتعامل بعض النباتات بالأوكسينات لإنتاج ثمار خالية من البذور وفي منع ظهور البراعم على درنات البطاطس المخزنة في الثلاجات.
الجبريللينيات (Gibberellins):
الجبريللينيات مجموعة من الهرمونات النباتية التي تنتجها الأوراق النباتية الحديثة والقمم النامية في الجذور والسيقان وتنتجها أيضا فطرة الفيوزاريوم Fusarium monileforme بكميات كبيرة نسبيا، وتؤدي الجبريللينيات إلى استطالة الخلايا النباتية، وتكوين الثمار اللابذرية (البناتي)، وهي تتغلب علي تقزم السيقان النباتية، وتزيد من إنتاج الأفرع الجانبية وخاصة الزهرية مما يزيد من عدد الأزهار والثمار فيزداد الإنتاج.
كما أن معاملة نبات العنب بالجبريللينيات يؤدي إلى كبر حجم ثماره وزيادة عددها وتعملق العناقيد، كما يؤدي إلى استطالة سلاميات سيقان نبات قصب السكر مما ييسر عصره ومصه بالفم.
مجموعة السيتوكينينات (Cytokinins) وهي مجموعة من الهرمونات النباتية تحتوي على مركب الكينيتين (Kinetin)، تنتج في المناطق الميرستمية الغضة في النبات ومتوفرة في الجذور والأوراق حديثة العمر والثمار النامية، وتؤدي السيتوكينينات إلى زيادة انقسام الخلايا النباتية عند خلطها بالأكسينات، مع زيادة ملحوظة في محتوى الحامض النووي (DNA) في الخلية وتستخدم السيتوكينينات في كسر كمون البذور وإسراع إنباتها، وفي إنتاج ثمار من دون بذور، وتؤخر شيخوخة الأوراق وسقوطها، وتؤدي إلى نمو البراعم والأغصان.
حامض التسقيط (Abbscisic Acid):
يستخدم في تسقسط الأوراق من على نبات القطن ليسهل جني ألياف القطن الخالية من أوراق النبات وبذلك تحسن من درجة القطن وجودته.
والهرمونات النباتية، وتخصصها الدقيق وفعلها الحيوي يدلل على أن كل شيء في هذا الكون منظم، ومخلوق لغاية مقدرة وأنه لا مجال للمصادفة والعشوائية في الخلق فمبيدات الأعشاب مركبات كيماوية هرمونية تخصصية ترش في حقل الأرز الكثيف بنبات الدنيبه العشبي المنافس للأرز فيبيد الهرمون الدنيبه ويترك الأرز رغم التشابه الشديد بين النباتين وهذا الفعل من أعجب العجائب، كيف يترك الهرمون هذا النبات ولا يترك الآخر؟!
قال تعالي: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) طه (50).
انظر كتاب الهرمونات النباتية وتطبيقاتها الزراعية، الشحات نصر أبوزيد، مكتبة مدبولي، القاهرة: مصر.
وكتابنا معجزات حيوية علمية ميسرة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة (ط 1) (ص 23) (2009م).
والحمد لله رب العالمين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك