يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
ماذا فعلنا في يوم مكافحة «الإسلاموفوبيا»؟!
قبل أيام، وتحديدا في 15 مارس الحالي، احتفى العالم باليوم العالمي لمكافحة «الإسلاموفوبيا» أي الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين وذلك تنفيذا لقرار الأمم المتحدة.
الاحتفاء تجسد أساسا في بيان أصدره الأمين العام للأمم المتحدة، وبعض مقالات وتحليلات عن الظاهرة، وبعض التصريحات العامة التي صدرت عن دول عربية وإسلامية.
بداية، علينا أن ننبه إلى أن ظاهرة الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين بلغت حدا خطيرا جدا في الدول الغربية، وبالأخص في أمريكا وأوروبا.
هذا ما تؤكده التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وعن الدول الغربية نفسها.
«الإسلاموفوبيا» بحسب تعريف الأمم المتحدة هي الكراهية والتحيز ضد المسلمين والإسلام، والتمييز والعدائية تجاه المسلمين بسبب دينهم وثقافتهم.
وتقوم «الإسلاموفوبيا» على العديد من الأفكار المغلوطة والمعلومات الخاطئة التي تتعمد تشويه صورة الإسلام والمسلمين مثل الاعتقاد بأن المسلمين جميعًا هم «إرهابيون»، أو أن الإسلام يحث على العنف والكراهية ضد غير المسلمين.
تقرير للأمم المتحدة ذكر أن «الشك والتمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين وصلت إلى أبعاد وبائية». أي أصبحت وباء بالغ الخطورة.
وذكر التقرير أنه «في الدول التي يمثل فيها المسلمون أقلية، فإنهم غالبًا ما يتعرضون للتمييز في الحصول على السلع والخدمات، وفي العثور على عمل وفي التعليم، كما أنهم يحرمون في بعض الدول من الجنسية، بسبب تصورات تفيد بأن المسلمين يمثلون تهديدات للأمن».
ونعرف بالطبع الوقائع التي تجسد هذا العداء للإسلام مثل حرق نسخ من المصحف الشريف في أكثر من عاصمة أوروبية، والإساءة للرسول الكريم، والاعتداءات على المسلمين في الدول الأوروبية.. الخ.
الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية أجرت استطلاعا عام 2017 أثبت أن حوالي 31% من المسلمين في أوروبا تعرضوا للإقصاء غداة البحث عن عمل، وأن 42% منهم تم إيقافهم في عام واحد من طرف الشرطة لأسباب تخص خلفياتهم الدينية والثقافية. هذا الوضع تفاقم بشدة منذ ذلك الوقت.
المهم أن هذا الوضع الخطير وكل هذا العداء للإسلام والمسلمين سوف يتفاقم في الفترة المقبلة لأسباب كثيرة في مقدمتها الصعود المخيف لقوى اليمين المتطرف في كل الدول الأوروبية. وكما هو معروف فإن هذه القوى تعتبر أن العداء للإسلام أداة سياسية لتدعيم مواقعها وزيادة شعبيتها والوصول إلى السلطة. لهذ تؤجج هذا العداء وتعتبر أن هذا كفيل بكسب أصوات الناخبين.
معنى هذا أنه في السنوات القادمة سيواجه المسلمون في أوروبا وأمريكا بالذات أوضاعا صعبة وسوف تزداد بشكل خطير حملات الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين.
على ضوء كل هذا من الغريب أن الدول الإسلامية لم تستغل الاحتفاء العالمي بيوم مكافحة الإسلاموفوبيا كي تنبه العالم إلى خطورة الظاهرة وكي تطرح أفكارا وإجراءات وسياسات تطالب بها لمواجهتها.
كنا نتوقع مثلا أن تطرح الدول الإسلامية بشكل رسمي مجموعة من المطالب على الدول الغربية لمواجهة الظاهرة وأن تحدد رد فعلها ومواقفها الرسمية في حال استمرار هذه الكراهية وهذا العداء.
للأسف لم يحدث هذا وكل ما حدث كما ذكرت بضع بيانات إنشائية.
لقد طالبت مرارا بأن تضع الدول العربية والإسلامية قضية العداء للإسلام والمسلمين وحماية المسلمين في الغرب في صلب أجندة العلاقات الرسمية وأن تجعل من مواجهة الدول الغربية لها أحد الشروط الأساسية لتطور هذه العلاقات.
طالما استمر هذا الوضع وهذا التراخي العربي والإسلامي لن ينحسر العداء للإسلام والمسلمين، وسيكون هذا التراخي في حد ذاته أحد أسباب تفاقم هذا العداء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك