تصوير - محمود بابا
كان سكان البحرين يزاولون العديد من المهن الرئيسية المختلفة، ولكن مع دخول موسم الغوص لصيد اللؤلؤ، يترك هؤلاء مزاولة أعمالهم، ويتجهون للحرف المرتبطة بالموسم.
يقول الباحث البحريني المتخصص في مجال الحرف والمهن التقليدية، يوسف النشابة لـ«أخبار الخليج»: كان أهل القرى والمدن يزاولون تلك المهن بمجرد دخول الموسم، فإما يتجهون إلى صيد اللؤلؤ، وتخرج السفن لممارسة هذا النشاط، وأما يبقون في الأرض لممارسة المهن والحرف المصاحبة لها على الجزيرة.
وتظهر خلال ذلك الموسم، مهنتان اندثرتا حاليا من المزاولة، بعد غياب أصحابهما وخبرائهما، وهما مهنتا العمال والدلال.
العمّال
يبين الباحث النشابة «من بين تلك المهن المصاحبة، مهنة العمال، وهو الصانع الذي يقوم بتنظيف اللؤلؤ في حال تأثره بأي عامل خارجي، حيث ان اللؤلؤ يحتاج الى عمليات تنظيف ما بين الفينة والأخرى، والصانع بدوره يقوم بإزالة القشرة العلوية لسطح اللؤلؤة عند عملية التنظيف ليعود الشكل الخارجي إلى طبيعته وبريقه».
ويشير النشابة إلى أن «ما يمنح اللؤلؤ البحريني صفة الأفضلية عالميا، هو تكونه من 7 قشرات متتالية فوق بعضها». إلا أن تاجر اللؤلؤ البحريني إبراهيم مطر يعارضه في هذا الاتجاه، ويبين أن «عدد الطبقات أكثر من هذا الرقم، ولكن غير معلوم عددها».
ويضيف مطر على النشابة بالقول: «مهنة العمّال تلتصق بأصل الفعل «يعمل»، وهو من يقوم بإضافة الجمالية إلى اللؤلؤة ومنحها البريق المطلوب. ولفت إلى أن العمال لم يكن يمارسون فقط عملية التنظيف، بل يقومون أيضا بتحديد هوية الآلئ المجهولة».
ويروي مطر كيف يتم تنظيف اللؤلؤ بأسلوب تقليدي للغاية بالاعتماد على اليدين، حيث يستخدم سكين رفيعة والماء فقط، ويتم استخدام السكين بواسطة الأصابع.
ويتابع مطر بالقول: «هي وظيفة لا يمكن التخصص فيها فقط، ولكن يمكن ممارستها مع أي وظيفة أخرى، وقد تكون هواية يمارسها تاجر لؤلؤ شهير أيضا. إنها موهبة ربانية».
الدلال
يوضح التاجر إبراهيم مطر أن مهنة الدلال لم يسلط عليها الضوء إعلاميا، ولكنها كانت تمارس وتزاول خلال موسم الصيد. ويتمتع صاحبها بمواصفات محددة، حيث يشهد له بالأمانة المتناهية لأنه يتسلم كميات كبيرة من اللؤلؤ التي لا يعدها صاحبها قبل التسليم، وهو ما يسهم في إمكانية الغش بسهولة، عبر تغيير الأعداد لكل صاحب. كما يجب أن يتمتع بالقدرة على الحساب الرياضي.
ويشير مطر «يتمثل دور الدلال في فرد اللؤلؤ ووزنه وتقييمه وعرضه للبيع بعد موافقة صاحبه».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك